تنتشر النّكات على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، مع كلّ حدث في لبنان، وآخرها الهزّات الأرضيّة المتتالية. فعلى سبيل المثال، بعد الهزّة الأخيرة التي شعر بها غالبيّة سكّان لبنان، تداول ناشطون عدداً من النّكات، أبرزها:
“صحيح رح نعود للتّراب بش مش ضروريّ بهالسّرعة”.
“الشّيعة: شكلو رمضان هي السّنة بالجنّة
المسيحيّين: شكلو رح نرجع إلى التّراب
الدّروز: ما إلي خلق بلّش المدرسة من أوّل وجديد”.
بالإضافة إلى ما سبق جرى التّداول بعدد كبير من الصّور مُرفقة بالنّكات، من دون الأخذ بعين الاعتبار الضّغط النّفسيّ الذي تعرَض له صاحب إحدى الصّور.
فكيف يُفسّر علم النّفس الاجتماعي ظاهرة “التّنكيت” في لبنان بعد أي حدث كارثيّ؟
تعتبر الاختصاصيّة في علم النّفس الاجتماعيّ الدكتورة مي مارون أنّ الشّخص يتماهى مع الكارثة الكبرى من خلال نشر النّكات، وهذا ما تبيّن بعد الهزّة الأرضيّة الأخيرة يوم الاثنين الماضي، ففي دقائق معدودة انتشر عدد كبير منها على مواقع التّواصل الاجتماعيّ.
وتضيف، في حديث لموقع mtv: “تُعتبر النّكتة في هذه الظّروف نوعاً من الهروب، لكن هذا لا يعني أن اللّبنانيين غير خائفين، بل، على العكس، هم يشعرون بتعب كبير جرّاء الأوضاع الاقتصاديّة السّيّئة، وقدرة التحمّل لديهم تراجعت، وإلا، كيف يمكن تفسير لجوء النّاس الى الشّوارع في عدد من المناطق عند وقوع الهزّة؟”.
وتقول مارون: “النّاس خائفون لكنّهم يعوّضون من خلال النّكات، فالهزّة الأرضيّة تنشر شعور عدم الأمان، وأنّ الجميع معرّض للخطر، إذاً، هم خائفون من المجهول”.
وفي الختام، تدعو مارون بعض الاختصاصيّين النّفسيّين إلى التطوّع لمتابعة حالة عدد لا يُستهان به من اللّبنانيّين، فما نمرّ به في البلد ليس سهلاً على الإطلاق.