ينتظر الشباب فصل الصيف بفارغ الصبر للتخلّص من الوزن الزائد المكتسب في الشتاء، عبر ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي معيّن وتجنّب تناول المأكولات الدسمة والحلويات والمكسرات والإكثار من شرب المياه… ولكن، عندما يتحوّل الأمر الى هوس وتفكير مُفرط، يُصبح مرضاً من الواجب معالجته.
في البداية، تُعرّف المعالجة النفسية سربيل القصير الهوس بالحميات الغذائية والرياضة بـ”الإهتمام بعَدّ السُعرات الحرارية بشكلٍ مفرط، والمبالغة بممارسة الرياضة لساعاتٍ طويلة أكثر ممّا يجب لمدّة تفوق السّاعتين يومياً، مما يدفع الشخص لممارسة التّمارين ليس حباً بها أو بسبب الحاجة إليها، بل لأنه مجبر على فعل ذلك، وعقله يدفعه للقيام به”.
وتُضيف القصير، عبر موقع mtv: “عندما لا يمارس الفرد الرياضة خلال اليوم، يظهر ذلك جلياً من خلال بعض العوارض كالانزعاج ورؤية نفسه سميناً وتغير نظرته لنفسه. وغالبية الأشخاص الذين يصلون الى هذه المرحلة يكون هدفهم تخفيف حالة معيّنة يعيشونها وحالة القلق والصورة غير الواقعية عن أنفسهم كالسمنة الزائدة والبشاعة، ولا يستحقون أن يكونوا سعداء”.
وعن التأثيرات على الصحّة العقلية والنفسية للفرد، تقول: “تظهر هذه التأثيرات عبر الادراك الخاطئ للذات وهدر الطاقة، مما يدفعه لعدم التركيز على أمور أخرى، الى جانب العزلة الاجتماعية وعدم الانخراط في المجتمع لأن شكل جسمه ليس حاضراً لاستقبال موسم الصيف، بالاضافة الى مشاكل في التصرفات كالشرب المُفرط للقهوة والكحول والتدخين الزائد بدل تناول الطعام والسهر والأرق جراء التفكير الزائد في كيفية الحصول على شكل الجسم المثالي”.
كما تشير الى “بروز التعب وقلة الطاقة والامساك كون الشخص لا يأخذ كل الفيتامينات اللازمة، ويشعر بأن لديه سُمنة زائدة وتنمّي مشاكل أخرى كالأكل المُفرط والقيء واضطرابات الأكل المختلفة وعدم تقدير الذات والجسد والتبدّل المزاجي الزائد تبعاً لتغيّر الوزن، والخوف من نظرة الآخر”. وتلفت الى أنه “يمكن أن تؤدي هذه التأثيرات على المدى الطويل الى الاكتئاب، وفي الحالات القصوى الى الانتحار، لعدم القدرة على إدارة الأمور والتحليل الخاطئ لصورة الجسد”.
وتختم قائلةً: “أنصح باللجوء الى معالج نفسي وأخصائية تغذية للإرشاد والتوجيه لتصحيح نظرة الفرد لجسده وتقبّل نفسه كما هو، واتباع طرق علمية ومنطقية لتحسين النقطة التي تزعجه أو لا يتقبّلها في جسده”.