كتب جوزف بو هيا في موقع ourleb
الحزب ميليشيا لبنانية مسلحة وهي أهم ذراع عسكري لإيران في المنطقة و يكذبون على الشعوب العربية فيما يتعلق بالوضع في غزة. ويقول النقاد إن كلاً من الحزب وإيران استخدما روايات ملفقة لتشتيت الرأي العام العربي، وغالباً ما يصوّران الأحداث بطريقة تتوافق مع مصالحهما الجيوسياسية. وتضيف حملة التضليل المزعومة هذه تعقيدًا إلى الديناميكيات المعقدة بالفعل في المنطقة، مما يؤدي إلى تأجيج التوترات وعرقلة الجهود الرامية إلى التوصل لفهم شفاف للحرب المستمرة في غزة. والهدف لهذه الحرب تمدد إيران في المنطقة لتأمين حدود إسرائيل من العرب. وفي هذا السياق بعض الأسئلة المشروعة التي
يجب الإجابة عنها لفهم الحرب اليوم.
لماذا دعمت إسرائيل وأميركا إيران في حربها ضد القائد السني صدام حسين؟ لنعود إلى وثائق كونترا أفير بين سنة ١٩٨١ وسنة ١٩٨٦. وما حصل للعراق بعد دخول أميركا والتحالف الدولي سنة ٢٠٠١ لأسباب تبين لاحقاً أنها كانت ملفقة لإعطاء عذر للدخول إلى العراق وكيف سلموا العراق لإيران بعد ذلك (قامت الولايات المحتدة بالحرب نيابةً عن إيران). وما هو وضع العراق اليوم وكيف يتقاسم الاميركيون والايرانيين السلطة والنفوذ.
لماذا أنهى حزب إيران كل مقاومة مسلحة ضد إسرائيل ليمسك بالحدود وحيداً وذلك بعد تأسيسه سنة ١٩٨٢؟ لضبط حدود إسرائيل ودوزنة الإشتباكات. بعد التحرير المزعوم في سنة ٢٠٠٠ لماذا لم تكمل المقاومة عملها لتحرير باقي الارض؟ لسبب بسيط خروج إسرائيل سنة ٢٠٠٠ من الأراضي اللبنانية كانت لأسباب إسرائيلية بحتة وهي تمكين الحزب لتأدية دوره الذي وجد لأجله وهو حرس حدود للدولة العبرية.
أين كانت مقاومة الحزب عندما إتفق لبنان مع إسرائيل على تقاسم الغاز و إعتراف الحزب ضمناً بدولة إسرائيل وبرعاية أميركية؟ أليست إسرائيل العدو، أوليست أميركا الشيطان الأكبر؟ ولبعض السطحيين أن الدولة اللبنانية هي التي قبلت ووقعت هذا الإتفاق فهم يعرفون طبيعة لبنان وأن هكذا إتفاق لا يمر بدون موافقة ومباركة حزب إيران على ألأقل. فلنذكر بعام ٢٠٠٨ وكيف كانت ردة فعل الحزب في ٧ أيار بسبب قرار من الحكومة. أيهما أهم ويحفظ كرامة و ثروة البلد. وما الذي حصل بعد توقيع الإتفاق مع إسرائيل في العراق حيث أعطت أميركا إيران موقع رئاسة الحكومة “محمد السوداني” رجل إيران.
لماذا تتغير لهجة الخطابات للحزب بحسب وضع المفاوضات ألأميركية-الإيرانية الجارية في هذا الوقت بوساطة قطرية و عُمانية؟ إيران تأخذ الشعوب العربية أسيرة الغرائز ويساعدها في ذلك إجرام إسرائيل المتمادي بحق المدنيين والاطفال، الذي يصعّب عمل الانظمة العربية الحكيمة و المتعقلة لإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية قائم على حل الدولتين لعام ١٩٦٧. إيران تحاور إسرائيل وأميركا لتحصّل مكتسبات على حساب الشعب الفلسطيني وعلى حساب قضيته التاريخية المحقة. إيران تجار القضية والشعب الفلسطيني وتفاوض على مكتسباتها.
لماذا يشجع حزب إيران اليوم وعن غير عادته جماعات سنية لدخول الحرب ضد إسرائيل؟ وهذا لم يكن مسموحاً من قبل؟
لأنه لا يريد التورط في الحرب ولكنه يريد أن يوهم أنصاره والشعوب الإسلامية أنه موجود دفاعاً عن فلسطين. وفي المقابل يقول للأميركي وللإسرائيلي أنه يحاول ضبط الوضع ليُبقي لوجوده أهمية. وفي الداخل اللبناني يُبقي على سردية المقاومة لتبرير بقاء سلاحه. مع العلم أن كل هذه الجماعات الطارئة على حدود لبنان الجنوبية اليوم هم أتباع الحزب وبعض الجماعات السُنيّة ذو الخلفية الإخوانية القريبة من فكر حماس. السنّة سيكونون وقوده في أي حرب مقبلة وهذا هدف إيران وإسرائيل ومن خلفهما أميركا و هذا المخطط بدأ من سنة ١٩٧٩ وعودة الخميني إلى إيران بطائرة فرنسية وغطاء أميركي.
العرب شعوباً وحكومات مطالَبين اليوم وأكثر من أي يوم مضى أن يحكموا لغة العقل والواقع لعدم الإنجرار وراء شعبوية محور ممانعة كاذب ومدع أنه مدافع عن الحقوق العربية.