قصّة ولادة لائحة “الجبل”: عناد وتسريبات… وحرب النسيبَين
احتاجت لائحة “الجبل” الى أكثر من شهرين من الاجتماعات والاتصالات حتى تولد. تمخّض الجبل، فوُلدت أمس “لائحةُ الجبل”. والتسجيل اليوم، وهو الأخير ضمن المهلة القانونيّة لتسجيل اللوائح.
السبب الأساس للتأخير هو عناد رجلَين: جبران باسيل وفريد البستاني. رفض الثاني أن يكون على لائحة واحدة مع نسيبه وابن بلدته دير القمر، وقد كان النسيب ناجي البستاني خصماً في الدورة الانتخابيّة الماضية، حين خسر على لائحة وليد جنبلاط. حافظ البستاني على علاقته الجيّدة مع جنبلاط، من دون أن تتّسع له اللائحة في هذه الدورة، مع وجود جورج عدوان، وهو ابن دير القمر أيضاً.
أما رفض باسيل فأتى لسببين: الأول، الوقوف عند خاطر “دكتور فريد”، الذي، وفق مصادر التيّار الوطني الحر، “تمسّكت به القيادة والقاعدة العونيّة لما أبداه من صدقٍ والتزامٍ تجاههما في السنوات الأربع الماضية”. خرج أكثر من نائبٍ من تكتل “لبنان القوي”، وصمد فريد البستاني.
والثاني، رفض ناجي البستاني الالتزام بتكتل “لبنان القوي”، في حال فاز في الانتخابات.
عنادُ باسيل جوبه بمحاولات متكررة من وئام وهاب ثمّ من طلال ارسلان، حتى حصلت القطيعة وتوقفت المفاوضات لفترة. وتدخّل الحزب، وظلّ باسيل على موقفه. وبقي جواب فريد البستاني “لا”.
وفي الأيّام الأخيرة، وبعد عودة ارسلان من زيارته الى موسكو، تحرّكت الاتصالات مع ضغط الوقت المتبقّي، خصوصاً أنّ “التيّار” يملك نقطة ضعف استغلّها “حليفاه”، ويصحّ وضع الكلمة بين مزدوجين بعد ما حصل في الأسابيع الماضية، وهي عدم قدرته على تشكيل لائحة كاملة، بسبب عدم قدرته على التحالف مع مرشّحين يملكون حضوراً شعبيّاً من الطائفتين الدرزيّة والسنيّة.
وتشير المعلومات الى أن وهاب عقد أكثر من لقاء مع باسيل، كما اجتمع رئيس “التيّار” مع ارسلان قبل ظهر السبت وعقدا اتفاقاً ظلّ يحتاج الى موافقة فريد البستاني الذي أعطى موافقته بعد اجتماعٍ مع باسيل.
وفي هذه الأثناء، كانت حرب تسريبات عبر الصحف والمواقع الالكترونيّة، وهي استمرّت حتى بعد الإعلان عن ولادة اللائحة التي بدا التضامن غائباً بين أعضائها، إذ أطلق عليها، على سبيل المثال، أحد المواقع الالكترونيّة المحسوبة على أحد أعضائها تسمية “لائحة وهاب وأرسلان” التي “انضمّ اليها التيّار الوطني الحر”!
وُلدت لائحة “الجبل”، وباتت معركة الانتخابات في دائرة الشوف – عاليه أكثر وضوحاً. بعض المقاعد مضمونة لمرشّحين محدّدين، منطقيّاً. سيصبّ “التيّار” أصواته على المرشّحين فريد البستاني وغسان عطالله في الشوف وسيزار أبي خليل في عاليه. سيضمن “الاشتراكي” مرشّحيه، ثمّ سيبحث عمّن يوصله بفائض الأصوات. معركة ارسلان وأبي خليل يفترض أن تكون سهلة، وكذلك معركة أكرم شهيب وراجي السعد ونزيه متى. الأصوات الشيعيّة في الشوف قد تتوزّع بين قسمين: “الحزب” لوهاب و”الحركة” لجنبلاط. وسيجد ناجي البستاني نفسه وحيداً. ما من فائض لدى أيّ مرشّح في اللائحة ليمنحه صوتاً واحداً.