باتت المأساة اللبنانية مدعاة سخرية وانحطاط بعد المستوى الهزيل للتكاذب أو الدوران حول الحقيقة الذي تمارسه معظم القوى السياسية التي لا ربّ لها ويا محلى الكحل عند الطوائف التي على الأقل لديها رادع سماوي وأخلاقي…
لم يعد معظم الشعب اللبناني يبالي بالأحزاب والطوائف لانشغاله بتأمين قوته اليومي والبحث عن وسيلة لتسديد مصاريفه اليومية ويعيش في قلق دائم خوفاً من مصيبة صحية فجائية تباغته من دون أن يملك أي تغطية…
جلّ ما يريده اللبناني أن يعيش بوطن فيقوم بواجبه تجاه الدولة التي بدورها تقوم بواجبها تجاه المواطن، وهذه الدولة يجب أن تكون أياً كان الحاكم ومهما كان شكل النظام، أما مع هذا النهج القائم، فصدّقوا أن أي تغيير للنظام آيل للفشل في التأسيس لوطن، أكان النظام الحالي، أم الفدرالية أو التقسيم…
وحده نموذج المارونية السياسية قدّم للبنانيين وطناً بكل ما للكلمة من معاني الحرية، السيادة والإستقلال، هذا النموذج كان يضمّ من جميع الطوائف ولم يسقط هذا النموذج إلا بخلق قوة مسلحة فلسطينية، ونظام الطائف لم ينجح في التأسيس لدولة على الرغم من إقرار المناصفة دستورياً والتي كانت مطلباً إسلامياً، وفشل الطائف سببه الإحتلال السوري بداية وسلاح “ح زب” الله استكمالاً…
أعيدوا المذهب إلى الهوية، واعترفوا أن لبنان بلد طائفي، وعندها فقط، وبعد خروجنا من النكران، نستطيع أخذ العبر ومعالجة الأخطاء وإقرار نظام طائفي مناسب لنعيش معاً في كنفه.