أوضح رئيس الاتحاد اللبناني للتزلج والبياتلون فريدي كيروز لصحيفتنا أنّ موسم التزلج هذا العام كان من أصعب المواسم، إذ تأخر إنطلاقه 40 يوماً، حيث كان من المتوقع أن تبدأ البطولات في أوائل كانون الثاني، لكنّ محطات التزلج لم تفتح أبوابها إلا في التاسع من شباط، وبعدها بثلاثة أيام فقط نظّم الإتحاد أول بطولة رسمية في “السنوبورد”.
أضاف: “خاض لاعبونا منافسات هذا الموسم من دون تدريبات كافية لأنّ الثلوج لم تتساقط بالكثافة المطلوبة، فنظمنا كافة بطولاتنا بشكل يوميّ تقريباً من 12 شباط الى 16 آذار، وقد نجحنا في تنفيذ كلّ روزنامتنا السنوية لعام 2023 التي وضعناها بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للعبة”. وكشف كيروز أنّ عدد المشاركين هذا العام كان أقلّ من العام الماضي لأنّ هناك عدداً لا بأس به من اللاعبين واللاعبات في فئتَي الأولاد والناشئين هاجروا الى الخارج مع ذويهم بسبب الأوضاع في البلاد. وقال: “لكن في الإجمال نحن راضون عن البطولات التي نظمناها وعن النتائج المحققة، خصوصاً أننا أدخلنا لعبة جديدة الى لبنان هذا العام هي لعبة البياتلون، وقد استقدمنا مدرّباً أجنبياً خصّيصاً لهذه الرياضة وأقمنا لها أول بطولة رسمية، وكانت ناجحة بكل المقاييس”.
وأسف كيروز لغياب الرعاة عن رياضة التزلج هذا الموسم، لافتاً الى أنّ دعم المعلنين يذهب بطبيعة الحال الى الألعاب الجماعية، وفي مقدّمها كرة السلة وكرة القدم والكرة الطائرة التي تشهد حضوراً جماهيرياً على المدرّجات، على عكس الألعاب الفردية التي لا يأتي إليها الداعمون الا عند تنظيم إتحاداتها بطولات عربية وآسيوية ودولية كما كانت الحال مع إتحاد التزلج في شباط العام الفائت عندما استضاف بطولة آسيا للكبار واستقطبت عدداً من المعلنين، لافتاً الى أنّ وزارة الشباب والرياضة لم تمدّ يد المساعدة لإتحاده منذ سنوات طويلة بسبب الظروف الصعبة المحيطة.
وتابع: “لكن من جهة أخرى، فإنّ النظام المالي المُعتمد من الاتحاد الدولي للتزلج يختلف عن باقي الاتحادات الدولية، بمعنى أننا كلما نظمنا بطولات محلية داخل لبنان وشاركنا في بطولات خارجية نحصل على مساهمات مالية، لذا نحن لدينا إكتفاءٌ ذاتي، لا بل هناك فائض في صندوق الاتحاد، وبالتالي نستطيع تنظيم بطولاتنا المحلية دون الحاجة الى دعم مالي من معلنين أو من الوزارة، لكن في حال عدنا ونظمنا مسابقات كبيرة فهذا المال عندها لن يكفينا ونصير بالتالي بحاجة الى الرعاة لكي يكونوا شركاء معنا في هذه الاستحقاقات”.
وواصل كيروز: “شاركنا هذا الموسم في عدد كبير من البطولات الخارجية، ولكن لسوء الحظ لم تكن مشاركاتنا في البعض منها ناجحة كون لاعبينا لم يتحضّروا لها بالشكل المناسب لأنّ محطات التزلج في لبنان كانت لا تزال مقفلة بسبب ندرة الثلوج، وعلى رغم ذلك فإذا قارنّا بين نتائجهم ونتائج المشاركين من الدول الصغرى التي هي بمستوى لبنان فإنها تُعدّ مقبولة بالإجمال”. وأردف: “أما في بطولة آسيا للأولاد فقد حققت بطلتنا سارة اسطفان المركز الثالث في التعرّج القصير، كما انّه من خلال مجموع نقاط الفريق اللبناني الذي شارك معها في البطولة تمكنّا من إحراز الميدالية البرونزية، وهذا ما يجعلنا في أعلى الترتيب قارّياً”.
وعن رأيه بالوضع الرياضي في لبنان عموماً، أجاب: “أريد أن أشدّد على موضوع مهمّ جداً، وهو ضرورة إبعاد السياسة، كما الإتحادات والأندية الوهمية عن الرياضة، فنحن من واجبنا أن ندعم أيّ رياضيّ نشيط وموهوب في أيّ نادٍ أو إتحاد كان، وهنا يأتي دور اللجنة الأولمبية اللبنانية التي عليها واجب مساعدة الاتحادات، والمشاكل الموجودة داخل اللجنة اليوم تمنع الرياضة اللبنانية للأسف من التقدّم والتطوّر”. أضاف: “رئيس اللجنة بيار جلخ لديه تصوّر ومشروع واضحان لتطوير كافة الرياضات بما فيها رياضة التزلج، وكلّ الاتحادات الفاعلة تقف الى جانبه كما يقف هو الى جانبها، لذا فلنتركْ اللجنة تقوم بدورها على أكمل وجه، وتمنع إدخال إتحادات غير موجودة لكسب مقاعد أولمبية إضافية”. وختم كيروز: “فلتسوِّ هذه الاتحادات وضعها وأهلاً وسهلاً بها، فلا أحد ضدّها بالمطلق أبداً”.