لبنان والعرب: ودٌّ ووئام… متى يترجمان على الارض؟

ما سجل في الايام الاخيرة بشأن تبادل بيانات الود والوئام والصادرة عن مسؤولين لبنانيين وخليجيين، فضلا عن زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى قطر وعودة عدد من السفراء العرب إلى بيروت، توحي بأن أبواب العلاقات اللبنانية- الخليجية فتحت مجددا أو ان ما انقطع سيتم وصله قريبا.

شيء ما يحصل أو يجري ترتيبه… للحظات لا يصدق البعض الأمر، فهل فعلا عادت المياه إلى مجاريها؟ من المبكر جزم ذلك، إنما قد يكون لبنان على السكة الصحيحة ما لم يصطدم بحواجز معينة.

لن يقبل ميقاتي بأي تفصيل صغير يعكر صفو ما يتم انجازه على صعيد ترميم العلاقات أو أن يعيد الأمور إلى دائرة توتر. المسألة مبتوت بها بالنسبة اليه. ولكن متى تترجم خطوات التقارب على الأرض؟

تقول مصادر سياسية مطلعة لوكالة “أخبار اليوم” أن مسألة ترتيب العلاقات اللبنانية- الخليجية قطعت بعض الأشواط لكنها لم تصل إلى مرحلة متقدمة يسمح فيها القول أنها عولجت والأزمة انتهت، معربة عن اعتقادها ان ثمة تفاصيل ستبقى عالقة ولاسيما في ما خص موضوع تدخل الحزب في دعم الحوثيين، علما ان بيانات الرئيس ميقاتي حول عدم التدخل بشؤون دولة عربية أو إدانة التطاول عليها يجدر التوقف عندها.

وتلفت المصادر إلى أن ما يجري على مستوى المعالجات يأتي في سياق تحركات عربية واسعة، وفي الأصل لم تتخل الدول العربية عن المبادرات الهادفة إلى مساعدة لبنان في احلك الظروف ولعل الصندوق السعودي الفرنسي الإماراتي الأخير، خير دليل على إيلاء هذه الدول أهمية لمساعدة الشعب اللبناني.

لكن المصادر عينها ترى انه في المقابل لا بد للطبقة السياسية الحاكمة أن تخطو في اتجاه إجراءات إصلاحية أساسية فضلا عن الالتزام بمبادئ تتصل بصون العلاقات مع دول الخليج، مؤكدة أنه من جهة ثانية لا يمكن غض الطرف عن إيجابيات تسجل على صعيد تقريب المسافة وترتيب العلاقات اللبنانية – الخليجية وان ببطء.

وتلفت إلى ان انطلاق حركة وزارية وديبلوماسية عربية في اتجاه لبنان والاعلان عن قرارات معينة، يعطي المؤشر أن ثمة تحسنا ما، على ان الامور تبقى مرهونة بخواتيمها وحدها، كما ان هناك جولات عربية متوقعة للرئيس ميقاتي أيضا.

وتفيد أنه من الضروري أيضا أن تتسم العلاقات بالإستقرار، وإلا تأتي الخطوات منقوصة أو أن يصدر موقف يطيح بأي مبادرة إيجابية تخدم المصلحة اللبنانية في هذا الموضوع، معربة عن اعتقادها ان ما هو مقبل من الأيام قد يعطي بلا شك الصورة الاوضح عما سيرسو إليه ملف العلاقات بين لبنان ودول الخليج مع استمرار المبادرة الكويتية التي قامت ومتابعة جامعة الدول العربية لها أيضا.

وتعتبر المصادر نفسها أن هناك أصواتا في الداخل اللبناني ترفض وبقوة الدعوة إلى عودة طبيعية ودائمة للحضن العربي كما كان عليه الوضع دائما قبل أن يحصل الشرخ في العلاقات اللبنانية- العربية.

Exit mobile version