لبنان يهتزُّ ولا يقع
إنه يومٌ تجلّى فيه الأمل، عاد لبنان للحياة ولو جزئيّاً بفضل حُرّاسه، المقاومين الأصيلين الذين رفعوا شُعلة التحدي والصمود. لم يكن بإمكان لبنان أن يموت وِسْطَ وجود هذا القدر من الشغف والحب، حيث تجسّدت الروح الوطنيّة في وحدة اللبنانيين وراء الجيش.
في لحظة فرح، استقبلت الناس ببهجة وتفاؤل قرار تمديد فترة قيادة الجيش، ضامن أمانهم وسيادتهم. هذه الخطوة ليست مجرّد تمديد لشخص، بل كانت رسالة قويّة تعزز الثقة بوطنٍ جريح ينزف كل يوم، في بقعةٍ مظلمة من هذا العالم، ولكنه يتحدّى التحديات بشجاعة.
في المجلس النيابي، تأكّدت الناس أنّ خيارها ورهانها كان على حرّاسٍ لا يلينون ولا يُحبَطون، فوّضُوهم شؤونهم فأعطوا تفويضًا جديدًا للوطن وأرسلوا رسالة مُدويّة بأنهم جميعًا جنوداً في خدمته. لم يتأخر قائد الجيش يومًاً ولم يَلِن أبداً أمام التحديات بل صمد في وجه أصعب الظروف خدمةً للجيش الحامي الوحيد للوطن.
بكفائة عِماد وحِكمة حكيم تمّ الأمر. حكيمٌ لا يتعب ولا يستكين. حكيم أقواله أفعالٌ للتاريخ، صلابته كالأرز وشموخه كجبال لبنان، وهو أَمَل الشباب الطيِّبة بهذه الأرض المقدسة. حكيمٌ خاطب التاريخ يوماً قائلاً:
“عَرِّب يا لُبنانَ عَرِّب واعترف يا تاريخ لأننا بالعَرَق والدماء كتبناك وغداً تكتُبنا بأحرُف من ذهب وتكتب أنّ من تطاول علينا ذهب.”
فهنيئاً لوطنٍ لن ينكسر يوماً بوجود رجالٍ رجال يوم كَثُرَ أشباه الرجال.