لو كانت امّكَ تعرف

غرّد رئيس الجمهورية ميشال عون عبر “تويتر”، قائلاً: “الله ينجّيك يا ابني من ولاد الحرام”… تلك كانت دعوة أمي الدائمة لي، ولما سألتها مرة “من تقصدين بأولاد الحرام؟

كان جوابها “يللي بيقوّلوك شي ما قلتو، وبيتهموك بشي ما عملتو”. رحمك الله يا أمي، كم أتذكر دعوتك تلك في هذه الأيام”.

يا فخامة الرئيس المعظّم، أمّكَ على حق، فهي تكلّمت بالمطلق، ولم تكن تعرف أن ولدها سيمارس كل هذه الافعال والحروب، وسينقل لبنان وشعبه الى نار جهنم، ويستجر لها السباب… وهل تَركتَ شيئاً ولم تقله، أو تفعلهُ، لقد قلتَ الشيء وفعلتَ عكسه، اطلقتَ حرب التحرير وجلستَ في حضن الأسد الأب والإبن، هَجيتَ ولاية الفقيه، وذهبت الى الفاتيكان لتدافع عنها وتنظم لها بيوت الشِعر، شنّيت حرب الإلغاء، ثم زحفت الى معراب طلباً لانتخابك… لقد سَحقتَ الوطن والمواطن، وبات لبنان في عهدك مطمراً للنفايات ومقبرة جماعية لجثث متحركة وشعب مسكين يحمل كل فرد منه نعشه فوق كتفيه وشهادة وفاته على صدره، ولا ينتظر سوى مراسم دفنه…

نعم، أمّكَ رحمها الله يا فخامة الرئيس، لم تتوقع أن ترى ابنها يجلس فوق عرش من الدماء والدموع والضحايا، ويبشّر بجهنم، ويقضي على جنى عمر الناس، وينشد الدويلة على حساب الدولة…

وعلى قاعدة “لو كنتُ أعلم”، فلو كانت أمّكَ تعلم بما سيمارسه إبنها، لما حذّرتك من أولاد الحرام، بل كانت حذّرت الشعب اللبناني، وربما لكانت صرفت نظرها عن الزواج والإنجاب والأبناء… والسلام.

Exit mobile version