سلّطت حادثة التلفريك أمس الضوء على أحد المرافق السياحية على الرغم من المأساة التي كان يمكن أن تحدث لولا شجاعة وحدات الإنقاذ في الدفاع المدني ومعهم فوج المجوقل في الجيش اللبناني، والعناية الإلهية التي أرخت بشبكة أمانها على العالقين بين الأرض والسماء، وهنا لا بد من الإشارة إلى ما كشفه بيار جبور قائد وحدة الصدم سابقاً في القوات اللبنانية عن حادثة مماثلة في المرفق عينه حصلت في العام ١٩٨٤ وتم إنقاذ الركاب بهمّة شجعان القوات…
إلى جانب هذا المرفق السياحي، تعجّ المرافق السياحية الأخرى الدائمة والمستحدثة في زمن الأعياد وتنعم هذه المناطق ذات الأغلبية المسيحية بحركة سياحية ناشطة تشمل لبنانيين مقيمين ومنتشرين من كافة الطوائف وسط أجواء استقرار نسبياً، فيما يسود التوتر بقعة أخرى في الجنوب اللبناني ذات الأغلبية الشيعية ويعاني سكان تلك البقعة من كافة الطوائف أيضاً من آثار المناوشات قصفاً وتدميراً وموتاً وتهجيراً وخوفاً…
تميّز لبنان بمقولة النصف ساعة تفصل بين أمواج البحر وثلوج الجبال، أما اليوم، فالمبارزة أصبحت بين لبنانين، أحدهما يشهد حركة سياحية واقتصادية لافتة على أنغام الموسيقى والأناشيد، والثاني على بعد نصف ساعة يشهد انعدام الحركة والحياة ويسوده قرع طبول الحرب ورفع راية “المقاومة الصفراء”، لون المرض الذي يدّعي حماية لبنان وأمنه واستقراره وعزّته وكرامته…
أي لبنان نريد، السؤال بات مطروحاً علناً، والمجاهرة بالرغبة في الفصل بين اللبنانين أصبحت تدغدغ المشاعر، فشل محور الممانعة في ترويض اللبنانيين على نمط حياة لا يشبههم، ويتحدث قادة ذلك المحور في كافة المواضيع ما عدا سؤال واحد يؤرقهم ولا يتجرّؤون على طرحه للإستفتاء، سؤال أي لبنان نريد؟
ليبان صليبا