مزايدات “السيد”: “بوكر فايس” فاشل،

يغامر ويقامر السيد حسن على طاولة المفاوضات الرامية لوقف التصعيد في الجنوب ويرفع لغة التحدي من خلال الإيحاء بأنه يملك أوراق قوة قادرة على ثني إسرائيل عن توسيع نطاق العمليات ونقاط الإستهدافات خارج قواعد الإشتباك التي يريد الحزب العودة إليها متجاهلاً عملية “٧ أكتوبر” وتداعياتها السياسية على الداخل الإسرائيلي وعدم قدرة الحكومة الإسرائيلية على الإلتزام بها حتى لو رغب المسؤولون الإسرائيليون بذلك، فعلى عكس بيئة الحزب هناك مساءلة تنتظر الحكومة الإسرائيلية ومحاسبة على النتائج التي ستسفر عنها حرب غزة وشقيقتها الصغرى في جنوب لبنان، وبالتالي فالعودة إلى ما قبل السابع والثامن من أكتوبر هي من سابع وثامن المستحيلات…

تاريخ الحروب مع إسرائيل يؤكد أنها لا ترضخ لتواريخ واستحقاقات قد تعرّض أمنها للخطر ومقولة “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة” تنطبق فعلياً على إسرائيل، والزمان المناسب هو كل وقت تتعرّض فيه للخطر، والمكان المناسب هو كل مكان ينطلق منه هذا الخطر، وإذا كان السيد يعتقد أن سكان المستوطنات في الشمال الإسرائيلي يمكن أن يعودوا إلى منازلهم من دون تغيير الواقع على المقلب اللبناني من الحدود كما يفعل سكان الجنوب اللبناني لناحية العودة فور الإعلان عن وقف النار فهو مخطئ، ولا حلّ أمام الحكومة الإسرائيلية إلا فرض التغيير من خلال أقل الإيمان أي تطبيق القرار ١٧٠١ أو الذهاب إلى أقصى ما يمكن لطمأنة سكان المستوطنات، سواء بعمليات محدودة أو بحرب من دون حدود وضوابط على غرار التهديدات والمزايدات العلنية للسيد، فالجنون هنا يقابله جنون هناك، مع فارق القوة بين الهدهد والنسر…

أما لبنان الآخر فهو مغلوب على أمره، حكومة، جيشاً وشعباً، ولا يملك إلا الرهان على تمكّن الإدارة الأميركية من تحييد هذا الجزء من لبنان الرافض للحرب وحصر المعركة بين الحزب والعدو، وفخار يكسّر بعضو.

زر الذهاب إلى الأعلى