مسؤول يعلن إفلاس الدولة.. والناس مشغولة بالانتخابات

لم يكن إعلان نائب رئيس الحكومة اللبنانية، سعادة الشامي، عن إفلاس الدولة ليمر مرور الكرام، لولا أن ما قاله، لم يتضمن أي جديد.

صحيح أن الحكومة، والدولة بكامل أركانها، تسترت على هذا الواقع، ولم تعلنه بطريقة مباشرة وصريحة، إلا أن تصريحاً من هذا النوع كان ليكون كافياً لإشعال ثورة، خصوصاً أنه صدر عن الوزير الشامي، وهو كبير مفاوضي الدولة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي.

اللافت أن الناس لم يتفاعلوا مع التصريح. على مدى 24 ساعة، لم يتحرك غضب الناس في مواقع التواصل.. وحين حاول البعض التذكير به، على سبيل الصدمة، كانت الإجابة باردة: لا شيء جديداً في هذا الإعلان.

على مدى عامين، فَقَدَ الناس الأمل في أموالهم. اعتادوا، منذ عامين، عملياً، على فكرة أن البلاد مفلسة، وأنهم تعرضوا لخديعة أفقدتهم مالهم ومدخراتهم. تصرفوا على هذا الأساس، وتوقفوا عن التوهم. فقد تحركوا في السابق، ولم يحققوا أي شيء.. اليوم هم مشغولون بتحرك من نوع آخر، أي الانتخابات النيابية التي يرى البعض أنها فرصة لتحقيق تغيير.

اختار الشامي ظرفاً مناسباً جداً لإعلان واقع لبنان والقضاء على الأوهام فيه. في فترة الانتخابات، الكل مشغول بنفسه. “الناس بالناس والقطّة بالنفاس”، كما يقول أحد المغردين.

مرّر ما يجب تمريره، من دون بيان رسمي. قال ما تتجنب السلطات قوله، منعاً لإعلان عجزها قبل الانتخابات. ما قاله، كان يمكن أن يشكل بداية لموجة احتجاجات جديدة، لولا انشغال بعض الناس بالانتخابات، والبعض الآخر، اليائس من أي تغيير، بتأمين الاحتياجات اليومية التي باتت شحيحة وفائقة الغلاء.

Exit mobile version