حذرت وزارة الخارجية القطرية من “نية واضحة” لدى الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب مجزرة جديدة في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة المحاصر.
وقالت الخارجية القطرية في بيان: “تعتبر دولة قطر أن الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة عبر استهداف محيط مجمع الشفاء الطبي ومبنى العيادات الخارجية فيه، هي تمهيد لاستهداف المجمع الذي التجأ إليه عدد كبير من النازحين يقدر عددهم ب60 ألفاً، إلى جانب الطواقم الطبية والمرضى والمصابين”.
وطالبت الخارجية القطرية المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتوفير الحماية للمجمع ومن فيه، مشددة على أن “التأخر في الضغط على الاحتلال لثنيه عن هذه الجريمة سيعطي إشارة له بأن يمضي قدماً في استهداف المجمع والمنشآت الصحية الأخرى دون تمييز”. وأكدت رفضها القاطع لجرائم قوات الاحتلال التي تستهدف المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان في غزة.
وكثّفت إسرائيل خلال الساعات الماضية ضرباتها على محيط مستشفيات الشفاء والرنتيسي والإندونيسي، بغية إفراغ تلك المناطق من المدنيين الفلسطينيين الذين لجأوا منذ أسابيع إلى باحات المستشفيات للاحتماء من القصف.
وقال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سليمة إن هناك توقعات بتعرض المستشفى للقصف في أية لحظة، مؤكداً أن “الطواقم الطبية لن تغادر المستشفى ولن نتخلى عن المرضى داخله”.
من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن 20 مستشفى في غزة متوقف عن العمل ومستشفيات أخرى تعمل بشكل جزئي. وأضافت “زملاء على الأرض يفيدون بأن هناك عنفاً مكثفاً حول مستشفى الشفاء”.
وأفاد شهود عيان من قطاع غزة بأن الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية وعنيفة جداً مع القوات الإسرائيلية المتقدمة في محيط مجمع الشفاء الطبي. وأشار الشهود إلى سماع دوي معارك شرسة واشتباكات الان تخوضها المقاومة الفلسطينية شمال غرب قطاع غزة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: “وردت أنباء عن وقوع مواجهة بين قواتنا ومقاتلي حماس بالقرب من مستشفى الشفاء في غزة”.
وجاء الحراك القطري في وقت تحاصر فيه الدبابات الإسرائيلية المربع الذي تتواجد فيه مستشفيات الرنتيسي والنصر والعيون والصحة النفسية في غزة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن دبابات إسرائيلية تحاصر مربع المستشفيات من كل الاتجاهات، وإن الآلاف من المرضى والطواقم الطبية والنازحين محاصرون داخل المستشفيات بلا ماء أو طعام.
فيما قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار بشكل مباشر على غرفة العناية المكثفة في مستشفى القدس الذي انقطع التواصل معه بفعل القصف.
وأفادت مصادر إعلامية عن انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن المستشفى الإندونيسي ما ينذر بكارثة انسانية كبيرة، بعد أن تعرض لقصف وتدمير كبيرين جداً ما أسفر عن سقوط إصابات بين الطاقم الطبي والنازحين.
من جانبه، أكد مدير مستشفى الرنتيسي للأطفال في قطاع غزة بكر قاعود أنه تم إجبار الطواقم الطبية بالقوة وإطلاق النار والتهديد بالقصف، على الإخلاء الكامل لمجمع النصر الطبي الذي يشمل أربعة مستشفيات.
وقال قاعود: “حضر الصليب الأحمر ببعض الإسعافات وأخرجها وكانت تتراوح ما بين 3 و7 حالات”. وأشار إلى أن المستشفى يتعرض للقصف من الناحية الغربية مما أدى إلى دخول النيران للطابق الأرضي وأسفر عن حالات اختناق. وأضاف أن “مجمع النصر الطبي الآن خالٍ من المرضى والطواقم الطبية، ربما ما بقي فقط في قسم الجراحة، حالتان لا تستطيعان الحركة، ومن تبقى معهم من عائلاتهم ولا نعلم مصيرهم”.
