كان المشهد لافتاً في معراب خلال الحفل لإطلاق البرنامج الإنتخابي الذي دعت إليه القوات اللبنانية بحضور المرشحين على لوائحها وحشد من الصحفيين من أهواء متنوعة شاؤوا تلبية الدعوة للتمتع بهوائها الطلق في الخارج وهوى الحرية والسيادة والإستقلال والإطلاع على البرنامج الإنتخابي الإصلاحي الذي وصفه بعض الصحفيين بأنه يصلح ليكون بياناً وزارياً من دون زيادة ولا نقصان فيما اعتبره آخرون خطاب قسم لرئيس الجمهورية، وبين الكلام العاطفي وأرض الواقع يبقى أن هذا البرنامج الشامل يستحق أن يكون مشروع حكم لأي سلطة منبثقة عن الإنتخابات القادمة ويؤكد بأن القوات اللبنانية تجرؤ على الإعتراف بحجم الأزمات التي يعاني منها لبنان، كما تجرؤ على رفع التحدي بنشر الأمل بإمكانية تطبيق برنامجها الذي من شأنه أن يطلق مسار التعافي وظهور نتائجه بسرعة قياسية بشرط تكوين سلطة مختلفة تماماً عن النهج القائم.
معراب جمعت في ربوعها مجد المؤمنين بسيادة لبنان من مختلف الطوائف والمناطق وأطلقت المواجهة السلمية في ذكرى ١٣ نيسان حتى لا تضيع فرصة ١٥ أيار ٢٠٢٢ وقدّمت برنامجها ليقترع الناخبون على أساسه للوائح القوات اللبنانية وتحقيق التحرر من نهج الذل والطوابير والإستزلام والإستسلام الذي تفرضه هذه السلطة بفسادها وسلاحها وتخلّفها على شعب حضاري بطبيعته وخلّاق في إمكاناته وجبّار في صموده ومقاومته، ولم تأتِ ساعته لتنهي تاريخه، فالذي يجب أن ينتهي في ١٥ أيار هو هذا النهج التسلطي الغبي والجاهل والفاسد.