معركة الحزب مع “بناء الدولة”
كان لافتا اسم “بناء الدولة” الذي حملته لائحة الشيخ عباس الجوهري في دائرة بعلبك الهرمل، وهي اللائحة التي تضم في صفوفها أيضاً مرشح القوات اللبنانية في تلك المنطقة أنطوان حبشي.
فجأة ومن دون سابق إنذار وبعدما تشكلت اللائحة، أُعلنت وأصبح الانسحاب منها لا معنى له على الصعيد القانوني لصلاحية اللائحة، تنبه بعض المرشحين الشيعة بسحر ساحر إلى أن أنطوان حبشي المنتمي إلى القوات اللبنانية التي تعارض الحزب وسلاحه، هو في عداد اللائحة ولذلك بدأوا تباعاً بالإعلان عن الانسحاب من الانتخابات معلنين ولاءهم للمقاومة وأن انسحابهم جاء تلبية “لرغبات العائلة والأصدقاء”.
غريبة قوة الإقناع تلك كيف تمكنت من أن تعيد ثلاثة مرشحين إلى رشدهم كانوا قد ترشحوا تحت شعار “بناء الدولة” ولكنهم اقتنعوا “بالحسنى” أن الدولة لن تبنى وبالتالي حتى يحين ذلك الموعد فلا لزوم لخوض انتخابات لن تقدم ولن تؤخر.
لا يريد الحزب للقوات اللبنانية أن تحقق فوزاِ بأي مقعد في دائرة بعلبك الهرمل ولا يريد لأصوات شيعية أن تكون رافعة لمرشح القوات، خاصة وأنه يعتقد أن وضع القوات الانتخابي في تلك الدائرة أصعب مما كان عليه في المرة السابقة مع عدم وجود تيار المستقبل لجمع الأصوات السنية، وعدم ترشح يحيى شمص لرفدها أيضاً بالأصوات الشيعية، ولذلك يعتقد الحزب أن حرمان القوات اللبنانية من أي مقعد وفوزه مع حليفه التيار الوطني الحر بالمقعدين المسيحيين الماروني والكاثوليكي سيكون أمراً سهلًا.
هذا التوجه للحزب زاد من حماس الجمهور المسيحي الذي سيصوت للائحة “بناء الدولة” وتحديدًا للمرشح أنطوان حبشي وهذا الحماس يشمل أبناء هذه الدائرة المسيحيين في لبنان وخارجه، ومن قال أيضاً أن هذه اللائحة لن تحظى بأصوات شيعية مؤيدة لمن قرر من مرشحيها الشيعة الاستمرار في خوض المعركة، وربما تحظى أيضاً بأصوات شيعية لا تعرف هؤلاء المرشحين ولكنها تعارض الحزب ولن يكون بالإمكان تقدير هذه الأصوات إلا مع إقفال الصناديق وفرز أصواتها.
“بناء الدولة” ستحظى بالتأكيد بأصوات سنية، وبالتأكيد أن التصويت السني إلى جانب هذه اللائحة سيكون وازناً، باعتبار أن التصويت سيأتي من منطلق الصراع مع الحزب.
ما يجري في دائرة بعلبك الهرمل يجب أن يكون تحت مجهر المراقبة وهيئة الإشراف على الانتخابات، لأن الطعن بأي نتيجة للإنتخابات في أي دائرة كانت لا يكون مرتبطاً بما يجري في يوم الاقتراع بل ما يسبق هذا اليوم من تبديل لواقع إنتخابي بطرق غير مشروعة تعتمد الترغيب والترهيب.