معقل مش معتقل، محبسة مش حبس
ما أشبه اليوم بالأمس، تشتدّ الحملات على سمير جعجع ليس كشخص، بل لما يحمله من قضية حرية ورمزية سيادية في ظروف جعلته في مرحلة ما قبل الإعتقال رأس حربة مواجهة الطائف السوري كما هو اليوم رأس حربة مواجهة الهيمنة الإيرانية، واجه حينها في المعتقل الذي أصبح معقل الحرية السجينة في حبس تحوّل إلى محبسة أفرغ فيها سمير جعجع كل ما في جعبته من آثار الحرب ونفض عنه غبار المعارك ليخرج بعد ٤١١٤ يوماً سليماً معافى من أحقاد الحرب رافضاً العودة إلى ذكرها مهما اشتدت الاتهامات الظالمة والإدعاءات الكاذبة تجاهه شخصياً، لقد غادر تلك المرحلة ولم ولن يعود إليها.
في ٢١ نيسان ١٩٩٤ لم يفاجئوا سمير جعجع بل هو من فاجأهم بقراره البقاء وقراره عدم المواجهة العسكرية وقراره الذهاب إلى معقل نضالٍ سلمي، لقد أسروا سمير جعجع على إحدى الجبهات خلال ممارسته مهامه وهذا من ضمن المخاطر على المقاومين المعرّضين للإستشهاد والإصابة والجوع والعطش والحصار… والأسر!
يوم ٢١ نيسان ١٩٩٤ غادر سمير جعجع مقرّه على دموع زوجته ورفاقه لا على دمائهم ولم يسمح بأن تتكرر مجزرة ضهر الوحش على يد الوحش مرة ثانية، فبات ٤١١٤ ليلة حراً في أسره ولبنان أسيراً في حريته.