من جعجع الى باسيل: “على متن” الشكر

انتهت الانتخابات اقتراعاً ونتائج، ولم تنتهِ تحليلاً وعِبر. تستحقّ نتيجة المتن أن تُقرأ وتُدرس وتُدرَّس، وأن يُقال ما يجب أن يُقال عنها بوضوح.

اختار رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع أن يرشّح كاثوليكيّاً في المتن هو ملحم الرياشي. استنفر جبران باسيل، واعتبرها فرصة لإسقاط مرشّح “القوات” وأحد صانعَي “أوعا خيّك”. استدرجه جعجع الى معركة على مقعدٍ كاثوليكي استُحدث بعد الطائف. وقع باسيل في الفخّ.

سمّى رئيس التيّار الوطني الحر أربعة مرشّحين حزبيّين مع علمه بأنّ سقف الفوز في هذه الدائرة لا يتجاوز النائبين. وركّز معركته على المقعد الأصعب، الكاثوليكي. وأوعز بضرورة التصويت “البرتقالي” لمعلوف الذي قال، بلغة التحدّي عبر برنامج “صار الوقت”: “إذا أنا ترشّحت رح إربح”.

وفي سابقة لم نشهد مثيلاً لها في الانتخابات، استنفر محيط باسيل لدعم معلوف، وأوّلهم نائبه منصور فاضل، في تمييزٍ واضح وفاضح بين مرشّح حزبي ومرشّحين آخرين. كما جال أحد المقرّبين من باسيل، والذي اعتمد عليه للتسويق والتجييش فنفر كثيرون من “التيّار” بدل الإقبال على التصويت لمرشّحيه، مردّداً عبارة “الرئيس بدّو إدي”.

إلا أنّ النتيجة جاءت معاكسة تماماً. الحرب على جعجع، بواسطة الرياشي، أوصلت الأخير الى تصدّر مرشّحي المتن، وفوز مرشّح آخر معه بفضل كسور الحاصل الانتخابي الثاني.

وأدّت هذه الحرب الى خسارة مدويّة لـ “التيّار”، على الرغم من فوزه بمقعدين. فمعلوف، الذي قال إنّه لن يخسر، هُزم بفارق أكثر من خمسة آلاف صوت عن الرياشي. والنائبان ابراهيم كنعان والياس بو صعب فازا بأصواتهما، بعد أن حُرما من الغالبيّة الساحقة من أصوات “التيّاريّين” بفضل “الاستراتيجيّة” التي اتُّبعت، ولكن بعدد أصواتٍ متدنٍّ. وهو ما قاله بو صعب بوضوح لشاشة mtv ليلة صدور النتائج. وما قاله كنعان بلهجة غاضبة أمام مؤيّديه ليل الأحد. ولولا الأصوات التي حصل عليها الإثنان، من خارج “التيّار”، لما حصلت اللائحة على حاصلٍ، أو على حاصلٍ وحيد من دون كسور مرتفعة في أحسن الأحوال.

وبدل أن ينافس كنعان سامي الجميّل على الصدارة المارونيّة، وينافس بو صعب ميشال المر على الصدارة الأرثوذكسيّة، كان عليهما انتظار خسارة المعلوف لكي يضمنا فوزهما الذي كان مهدّداً، في سيناريو مشابه لما حصل في جزين.

وعليه، يستحقّ باسيل كلمة شكر توجَّه اليه من جعجع، على صدارة المتن للرياشي، وخسارة المعلوف وتحجيم كنعان وبو صعب انتخابيّاً. وما فعله “التيّار” في المتن يستحقّ أن يُدرّس في أحزاب أخرى في فصلٍ تحت عنوان “دليلك الى الفشل في ادارة معركة انتخابيّة”…

زر الذهاب إلى الأعلى