اكبر خسارة للمسيحيين اتت من القوى الدولية ونخاف من الاستراتيجية التي يتبعها من هم وراء السلاح
بعيدا من السباق الانتخابي استضاف برنامج “كلام موزون”، من وكالة “أخبار اليوم” رئيس حركة الارض اللبنانية طلال الدويهي، الذي حمل ملف التغيير الديموغرافي على كاهله وجال به على المرجعيات، حيث تمت مناقشة ما آل اليه الملف .
وقد اعلن الدويهي عن التحضير لـ”مؤتمر الارض”، الذي سيعقد في جامعة الـ NDU على ان يحدد موضوعه من اجل وضع الامور في نصابها على المستوى الديموغرافي.
من جهة اخرى، تطرق الدويهي الى كلام الشيخ نظير جشي، قائلا: ان الاخير عبّر عن رأيه، وهو حاول خلق امر نافر كي يثير الجدل ويظهر عبر الاعلام، ولكن ما اخاف منه هو الاستراتيجية التي يتبعها من هم وراء السلاح اكان من خلال شراء الاراضي بطريقة مشبوهة او من خلال نشر ثقافة معينة ضمن احد الطوائف، مشيرا الى ان اسماء وهمية تشتري اراضٍ ولاحقا نكتشف من هو الشاري الحقيقي.
وحذر من ان يكون القصد الغاء الجمهورية اللبنانية التي هي صاحبة رسالة كما وصفها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، لتحويلها الى قطر عربي او قطر ايراني.
وقال: خلفية الحزب من خلال طروحاته وما نسمعه على لسان قياداته، يجعلنا نشعر انهم يريدون تغيير الواقع اللبناني، ومحاولة لالغاء النظام فيه، وكأن الحزب يريد وضع يده على مواقع حساسة في البلد، على الرغم من انه من جهة اخرى يتحدث عن مقاومة اسرائيل. مع العلم اننا في هذه الفترة نعيش تحت ظل اتفاق ضمني بين ما يسمى “القاومة” واسرائيل.
وردا على سؤال، انتقد الدويهي وجود حزبين مسيحيين لديهما ثقل شعبي (التيار الوطني الحرّ وتيار المردة) هما ضمن جبهة الممانعة اي حلفاء الحزب.
وما الذي حققته حركة الارض على الصعيد الديموغرافي، اجاب الدويهي: على الصعيد الرسمي لم نحقق شيئا، تلقينا الوعود ولم يتم الانجاز في اي ملف، خصوصا براءة الذمة البلدية وحق الشفعة للجار، لافتا الى ان التفاوت في نسبة توزيع الاراضي والعقارات على الطوائف اصبح ملحوظا، ما يدلّ على ان هناك “طحشة” مبرمجة خسّرت الوجود المسيحي حوالي 40% من عقاراته، متحدثا عن اكثر من 1300 مرسوم تملك لاجانب من دول عربية.
واذ قال: لا نتوقع شيئا من الثورة، انها لا تؤمن بما نقوم به، اعتبر الدويهي ان الشق المسيحي منها يبيع ويشتري من تحت الطاولة.
وعن طرح الحياد الذي اعلن عنه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، اشار الدويهي الى انه حتى الآن بلا آلية، معتبرا ان الاحزاب لا تدعم هكذا خيار لان ما من هدف لديها الا الوصول الى رئاسة الجمهورية، وبالتالي فانها تترك المجال للمفاوضات فوق الطاولة وتحت الطاولة.
وفي سياق متصل اعتبر الدويهي ان اكبر خسارة للمسيحيين اتت من القوى الدولية، مذكرا ان الفرنسيين اول من طرح المثالثة كحل في مؤتمر سان كلو.
وفي الختام ابدى الدويهي عتبا كبيرا على السياسيين وخاصة على الاحزاب المسيحية وتحديدا القوات والمردة والتيار، قائلا: هؤلاء لم يخدموا قضية الارض، ولم يتعاطوا بجدية مع الملف، فالوزير سليمان فرنجية يعتبر ان الكلام عن الحزب كمن “يسب الدين”، والدكتور سمير جعجع رأى ان وجود 1300 مرسوم تملك للاجانب ليس بالرقم الكبير، اما التيار فينتقد تركيزنا على الحزب.