كذب الحزب على بيئته وعلى اللبنانيين بأن الإستقرار الذي تعيشه قرى الجنوب والمناطق المتاخمة للحدود وإقامة المشاريع وما إلى ذلك من مظاهر العيش الطبيعية يعود الفضل فيه لوجوده وسلاحه وتوازن الردع لتسقط هذه النظرية في الثامن من تشرين الأول ٢٠٢٣ مع بدء المناوشات ويتبيّن عكس النظرية الأولى بأن عدم الإستقرار هو بسبب وجوده وسلاحه وارتهانه لمصالح لا علاقة لأهل الجنوب بها…
صحيح أن نفوذ الحزب كبير في لبنان إنما هذا النفوذ هو نتيجة تراجع الفئات الأخرى عن المطالبة بحقوقها والرضوخ عن خوف أو على طريقة إبعد عن الشر وغنّيلو، ما سمح له ببسط نفوذه من دون عناء بعد سلسلة من الإغتيالات، في المقابل هناك من قال له لا وكفى وعلى رأس هؤلاء القوات اللبنانية وواجهت اعتداءاته بكل السبل المتاحة وفرضت واقعاً جديداً يحدّ من نفوذ الحزب لينحسر تواجده في مناطق النفوذ السياسي والشعبي والإجتماعي للقوات وينحصر في بؤر لم تعد تسمح له بالتحكّم في الشارع…
نموذج القوات، ونحن فخورون بما أُنجز، يجب تعميمه على القوى السياسية والطائفية الأخرى ومن دون استثناءات وبمعزل عن رأينا حول أحداث المنطقة، وهذا كفيل بتوسيع مساحة الإستقرار الذي تنعم به المناطق المسيحية إلى حدّ كبير، طأطأة الرؤوس والإبتعاد عن المشكل لم يؤدِ إلا لزيادة غطرسة الحزب، مطلوب موقف حازم وحاسم مثل ما فعلنا والواقع هو أن المواجهة تحيي الصبر والبصيرة والعدّ للعشرة…
نموذجان اليوم في لبنان ولم يعد الأمر يتعلّق بالتكهن، نموذج الإستقرار والحياة شبه الطبيعية، ونموذج عدم الإستقرار وعلى اللبنانيين أن يبادروا لرفع الهيمنة عنهم ووقف المسايرة والمهادنة.