كنت من الذين حللوا أن إيران وحزبها هما من قتلا رئيس حكومة لبنان المرحوم رفيق الحريري، وذكرت في تحليلي أن قتل هذا الرجل كان تكتيكا إيرانيًا ما قرأ مخاطره الأسد، الذي وظل يجاري إيران في لعبتها.
فانسحبت قواته إلى سوريا، واستبدل نفوذها في لبنان بحزب ايران، ثم كان المخطط الإيراني إشعال الساحة السورية، وهذا ما حصل وظل الأسد يتوهم أنهم حلفاؤه.
تقول التقارير أن الأسد فر إلى مطار حميميم. وقد غادرت زوجته وأسرته إلى البرازيل منذ أسبوع، كما غادر كثير من مستشاريه وضباطه سوريا، فلماذا؟!
ذلك لأن إيران تخلت عن طول النفس بعد قيام ثورة الحجاب فيها وقررت الإطاحة ببشار الأسد واحتلال سوريا عمليًا.
تقول التقارير أن الروس يحاولون استعادة من غادر سوريا إلى دمشق بهدف التقاط صور تكذب ما يحصل والكل يعرف أن عطلة شاملة لمدة اسبوع، أعلنت في سوريا بسبب اتقطاع البنزين والنفط وكثير من المواد التموينية.
تريد إيران الامساك بورقة سوريا للتفاوض حولها مع الغرب، وللتخلص من الثورة الإيرانية.
رأيي الخاص، قررت إيران لعب كل أوراقها بالهروب إلى أمام.، طبعا ستنقلب كل الموازين، وستتغير مجريات الأحداث، ستصبح إيران هي عراق صدام حسين الذي غزا الكويت، وسوريا بغياب حكمها المطاح به، ستكون أولويات العرب تحريرها، وستتفجر داخلها مقاومة عنيفة وجدا ضد الإيراني المحتل.
حزب إيران في لبنان يعي ما يحصل، لذلك هو بدأ سلسلة مناورات، قد يحاول أن يمسك بلبنان استكمالا لامساك إيران بسوريا، في حال كان الموقف العربي مترهلًا، وإن أبدى العرب رد فعل قاس ضد احتلال إيران لسوريا، فسيتحول إلى ساع إلى لبننة نفسه، والاكتفاء بمكاسب المال، وبعض السلطة، لأن هذا الحزب يدرك وعميقًا حجم التكلفة التي عليه دفعها في حال نفذت إيران مخططها الذي أعدته منذ الصيف، ولكن ثورة الحجاب أخرته، لذا بات الهروب الإيراني إلى الأمام ضرورة ملحة.