يحملُ البقاع على كاهله هموم وطنٍ بأكمله ووزر قضيّة لاجئين افترشوا سهله، وجعلوا منه محطّة آمنة في طريق عودتهم يوماً ما الى سهولهم وأراضيهم وبيوتهم في موطنهم.
إلاّ أنّ البقاع الآمن بالنّسبة الى البعض، تحوّل الى مسرحٍ أمنيّ على مدار سنوات لعصابات مُحترفة تسرحُ وتمرحُ وتسرق وتخطف وتُحرّر باسم “حاميها”، وقد جاءت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية لتزيد الطين بلّة وترفع منسوب الجرائم والخوف في المحافظة، آخرها قضية اختطاف الشاب ميشال مخّول.
فأين الخُطط الأمنيّة التي رُسمت للبقاع؟ وهل حان وقت الأمن الذاتي، هذه العبارة التي أصبحت لسان حال الأهالي؟
يُطمئن راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم الى أنّ “الوضع الأمني في البقاع لا يزال مضبوطاً الى حدٍّ ما بحسب كلّ المعطيات والمعلومات الأمنيّة، خصوصاً في ظلّ الأوضاع الاقتصاديّة والمعيشية الصّعبة”، مشيداً في حديث مع موقع mtv “بدور الجيش اللبناني الذي أثبت أنّه يُسيطر فعلاً على الأمن، مع العلم أنّ عمليات الخطف والسرقة تحدث في أرقى بلدان العالم، ولكن في لبنان، غالباً ما تصل هذه الحوادث الى خواتيم سعيدة بفضل جهود الأجهزة الأمنيّة”.
في المُقابل، يعتبر ابراهيم “ألاّ خطّة أمنيّة شاملة للبقاع، وبعض السّرقات التي يتعرّض لها مزارعون في السّهل وحتى سرقة الكابلات التابعة لكهرباء زحلة استدعت ظاهرة الأمن الذاتي في بعض المناطق، خصوصاً وأنّ هناك 53 مدخلاً لزحلة يتعذّر ضبطها كلّها، ولكن ليس هناك من داعٍ للخوف، بل يتوجّب الحذر والانتباه”، مُستنكراً في ختام حديثه كلّ الحوادث الأمنيّة المتفرّقة التي تحصل.
أمّا عضو تكتّل “الجمهورية القويّة” النائب الياس اسطفان، فيُشير الى أنّه “مع اهتزاز الوضع الاقتصادي والاجتماعي، فإن الحوادث الأمنية في البقاع الى ازدياد، خصوصاً وأنّ عدد النازحين السوريّين يفوق الخيال”، كاشفاً، عبر موقع mtv أنّ “التقارير الأمنية تشير الى تورّط سوريين في الجرائم التي تحصل في البقاع”.
وإذ يرى اسطفان أنّ “الجهات التي ترتكب هذه الجرائم معروفة ومغطّاة سياسياً في ظلّ سيطرة الدويلة على الدّولة”، يرفع الصوت مطالباً برفع الغطاء عن جميع المجرمين، ويُشيد في المقابل “بجهود عناصر الجيش والقوى الأمنية بالرّغم من الأوضاع الاقتصادية الصّعبة وقدراتهم المحدودة”.
هل تُعمّم ظاهرة الأمن الذاتي في البقاع في ظلّ الفلتان الحاصل؟ يُجيب اسطفان ردّاً على هذا السؤال: “قد يكون الأمن الذاتي مطلباً محقّاً، ولكن من جهتنا ننادي ببناء الدّولة، من هنا من الضروري الاستعاضة عن الأمن الذاتي بالتكاتف لإيجاد حلول عملية للحفاظ على أمن مناطقنا”.