لن نعيد التذكير بما حلّ بنا وبطرقاتنا في “الشتوة الأخيرة”… فما حصل “ما بينتسى”، ولكن نعيده اليوم إلى الاذهان ونحن على بعد ساعات من أمطار طوفانية مرتقبة، ستكون أكثر حدّة من تلك التي شهدناها في الماضي والتي فعلت ما فعلته. فهل نستعدّ لنطوف مجددا بسياراتنا على الاوتوستراد والطرقات؟
يؤكد رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل النائب سجيع عطية أن المشهد ذاك لن يتكرّر، مشيرا في حديث لموقع mtv الالكتروني إلى ان اجتماعات عقدت الأسبوع الماضي مع وزيري الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، إضافة إلى رئيس مجلس الإنماء والإعمار ومحافظ بيروت، جرى في خلالها عرض للأسباب التي أدت إلى حدوث الفيضانات والسيول الاخيرة. وبنتيجة الاجتماع، أوصت اللجنة الحكومة بتشكيل خلية أزمة تضم وزراء الأشغال العامة والنقل، الطاقة والمياه، البيئة، الداخلية والبلديات ومجلس الإنماء والإعمار، لمتابعة الخطوات المطلوبة للحدّ من فيضان مجاري الأنهر ومجاري تصريف المياه، كما تحديد النقاط الاكثر خطراً والتي تهدّد السلامة العامة، والإسراع برصد الاعتمادات المطلوبة للوزارات المختصة.
كما طالبت اللجنة بنزع التعديات عن مجاري الأنهر، وبشكلٍ خاص جزيرة socomi والجسر الرابط بينها وبين طريق الكرنتينا، مع تحديد المسؤوليات، حيث تتحمل وزارة الأشغال العامة والنقل مسؤولية الأتوسترادات، فيما تتولى وزراة الطاقة والمياه مهمة تنظيف وتقويم مجاري الأنهر، فيما تعمد البلديات إلى إزالة النفايات ومخلفات ورش البناء ضمن النطاق البلدي مع دعمها وتغذية صناديقها للقيام بواجباتها.
إلى ذلك، فقد طلبت اللجنة من وزراة الطاقة والمياه تحديث المخطط التوجيهي لقطاع المياه الذي تمّ إعداده في العام 2003 وجرى تحديثه في العام 2010، وعرضه على مجلس الوزراء لإقراره. والطلب منها وضع master plan لمياه الأمطار، بالتعاون مع الإدارات المعنية في مهلة ثلاثة أشهر.
إذًا حُدّدت المسؤوليات وانصرف الجميع إلى العمل ضمن النطاق الذي أعطي له، وفق عطية، الذي أكد أن الجرافات تسابق الوقت وهي تعمل على تنظيف مجاري الانهر حتى لا يتكرر المشهد نفسه على طرقاتنا.
كلامٌ نتمنى أن يكون مقروناً بالافعال… ونحن لن ننتظر طويلا، فالجوابُ سنشاهده على طرقاتنا خلال ساعات…