نحن في نفق الظلام القاسي تائهين كالمجانين في عمق المآساة الأقتصادية والخلافات السياسية وفداحة الأنهيار المالي.
(عصفورية) سكانها يَتكيفون مع الواقع ويُسيرون في دربها سكارى، وهم يعلمون!
صفيحة البنزين ب ٤٩٠الف وستلامس ال ٧٠٠ الف ليرة ولم يتغير اي طارئ، طرقات لبنان مزدحمة بالسيارات والمشهد هو هو، وكأن الصفيحة ما زالت ب ٧٠ الف ليرة، الدولار لامس ال٣٥ الف ليرة والسوبر ماركت والتعاونيات تغص بالزبائن وكأن الدولار ما زال ب ١٥٠٠ ليرة، رحلات بعض المواطنين السياحية الى الخارج مزدهرة للأستجمام والترفيه!
نحن شعب نعشق الجلادين نتلهى بالثرثرة الفارغة والمواقف التافهة والأراكيل، وعيادات التجميل تزدحم بالزبائن بشكل هستيري!!
موعد الإنتخابات النيابية هو ١٥ آيار من العام الحالي، لا اعتقد ان المشهد سيتغير بل سيزداد سوءاً.
سبحة الترشيحات جزء منها لا يبشر بالتفاؤل، وبعض الأسماء المتداولة لا يصلحوا ان يكونوا (نواطير ابنية)
كم هائل من التصريحات الإعلامية لهؤلاء المرشحين الذين لا يفقهون قراءة النشيد الوطني اللبناني!!
جرت اول إنتخابات نيابية في ربيع العام ١٩٩٢، ومن هذا لتاريخ، الى الجولات الإنتخابية التي حصلت لغاية أستحقاق ٢٠١٨، ماذا جرى وماذا تغير؟
على العكس، الأمور تدهورت ووصلنا الى مفترق طرق والأنهيار يأكل تاريخ وطن، لولا الجيش والأجهزة الأمنية لكنا في صورة تُشبه حرب داحس والغبراء اللبنانية.
شعارات فضفاضة فارغة المضمون، بحوزتي ٢٧ برنامجاً إنتخابياً لمرشحين من دورة انتخابات العام ٢٠١٨ ومعظمهم نواب اليوم، تابعت هذه البرامج وتمعنت بها جيداً لم يتحقق منها شيئاً، مثل الذي يكتب على لوح من الثلج، والأنكى تستضيفهم المحطات التلفزيونية دون ان يسألهم احد من مُعدي هذه البرامج الحوارية ماذا حققتم او يُجاهر احدهم من الإعلاميين ويبرز لهذا الضيف برنامجه ويحاسبه!!
مُرشحين؟ البعض منهم يلزمه معالجة نفسية وحتى (فرويد) يعجز عن مداواته، فيدخل بالصدف والحظ الى النادي السياسي، مستعملاً الشعارات المخدرة ليصبح نائباً، فيحمل معه كل الموبقات التاريخية ليصبح المواطن اسير الزبائنية والأحقاد، وتصبح القضايا المصيرية ارقاماً في جيبه والعائلة ومن يلف لفه!
انها الرعونة وفوضى التجارة بالوطنية والثورة وبيع الأوهام، والضحك على الناس.
عندما قرر (ادولف هتلر) الحرب، جمع فريقه الإعلامي وطلب منهم التالي (خاطبوا العاطفة لا تخاطبوا العقل) وهكذا ننتصر!!
إذاً احذروا الشعارات الإنتخابية البراقة والتجييش الجماهيري، البلد لم بعد يحتمل تشرذم وكذب وتدجيل.
المطلوب مرشحين، اكفاء من بطون امهاتهم غارقين بالشبع، متزنين وطنيين، العلم موسوم على جباههم، يتحلوا بالأخلاق والتواضع، بعيدين عن العقد النفسية والطمع!
لا لمرشحين اوجدتهم الحروب وجمعوا المال الحرام وشاركوا في التزوير، مستغلين علاقاتهم يتنقلون من من مكانٍ الى آخر تارة مع الأحزاب وثانية مع والثورة والمجتمع المدني حسب ما تقضي مصالحهم، والمبادئ صفر!
(عصفورية) نزلائها من عديمي المسؤولية، يتفوقون بعسل الكلام المُطعم بالنميمة والنفاق والبرستيج المُزور، مُصابون بعاهات تاريخية مريضة.
في ١٥ أيار موعد الأستحقاق الإنتخابي النيابي، لن يطرأ على المشهد اي تغيير، تتبدل الصور والأسماء وتستمر المعاناة.
وهكذا تنهار الأوطان!