جذرك الممتدّ من زيتونة شرقية، أضاء زيتها، مذ أن مسّته نار الألم والحرمان التي تعيشها كفرشوبا منذ قرابة قرن، فبت وباتت مشكاة ليلنا الطّويل.
فشكرًا لك.. وقد عوّضتنا عن كلّ فشلنا السّياسي والإداري والمالي والوطني.
ورفعتنا كبلد من مستوى التّهميش إلى خارطة الحياة.
ومنحتنا جرعة فرح كنّا نحتاجها وسط هذا الانهيار الذي لا يشبه إرادتنا كشعب.
وأعطيتنا قصّة مشعّة نخبرها لأحفادنا، فيستلهمون منها الأمل.
وأجمل ما في هذا الحدث أنك ياسمينة.. ولست مجرد ياسمينة.. بل ياسمينة بجمال كوني عال، نبتت عند سفح جبل الشّيخ.
والقيمة في مشوارك؛ أنّك ابتدأته من كفرشوبا..
تلك القرية التي ارتبط اسمها بالحرب والموت والاحتلال والتّشريد.
نعم إنّنا من دولة كرسيها الأوّل فارغ؛ لكنّنا من سلالة تنافس الحضارات الإنسانية على المقاعد الأولى فيها، منذ أن كان قدموس وأدونيس.
فالجمال ليس مجرّد عطية ربّانية. بل إنّه درب عصيّة، لا يسلكها إلا من أتقن هول الصّعود وسط قبح هذا العالم الذي يضج بالأهوال والكوارث.
شكرًا لك أنك فصلٌ جديد من فصولنا الخالدة، ولون يزيّن أخبارنا السّيئة بكثير من البريق النّادر.
ويعنيني وجدًّا أن أبيت على فرح يبعثه وجهك الذي تجاوزنا كطوائف عاجزة عن عكس الجمال والسّلام.