مواكبة للتطورات المتسارعة على الساحتين الاقليمية والدولية، تتفقّد ايران حلفاءها وأذرعها وساحات نفوذها. في هذا الاطار، تصب زيارة وزير خارجيتها حسين امير عبداللهيان الى سوريا فلبنان، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية عربية لـ”المركزية”.
في دمشق، اتفق الرئيس السوري بشار الأسد والدبلوماسي الايراني على “تنفيذ الاتفاقات الثنائية خصوصاً في المجال الاقتصادي والتجاري رغم الإجراءات غير الشرعية أحادية الجانب التي يفرضها الغرب على كلا البلدين”. وأيد الوزير الإيراني ممارسة سوريا “دورها” في المنطقة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن اللقاء الذي جرى في دمشق تناول “تكثيف العمل من أجل توثيق الروابط المشتركة التي تجمع الشعبين السوري والإيراني بما يخدم مصالحهما ويعزز من صمودهما. كما تناول اللقاء استمرار التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، حيث جدد عبد اللهيان وقوف بلاده إلى جانب سوريا وشعبها حتى تحرير كامل الأراضي السورية”، عادّاً أن “ممارسة سوريا دورها مهمة من أجل الاستقرار في المنطقة”. وقدم عبد اللهيان للرئيس الأسد “عرضاً عن المحادثات الجارية حول الاتفاق النووي الإيراني”. وأشار إلى أن بلاده “قدمت مبادراتٍ بهذا الشأن بما يتفق مع حقوق ومصالح الشعب الإيراني”، مؤكداً أن “التوصل إلى توافقٍ يتطلب إرادة جدية من قِبل الأطراف الغربية للتجاوب مع هذه المبادرات”، حسب “سانا”.
وكان عبد اللهيان قال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد بمقر وزارة الخارجية: تطرقنا إلى آخر التطورات الثنائية والإقليمية والدولية، ونحن نرحب بسعي بعض الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع الجمهورية العربية السورية من خلال اعتماد نهج جديد. نحن مرتاحون لذلك.
وهنا تحديدا، يكمن جوهر المحادثات الايرانية – السورية ولبّها، وفق المصادر. إذ لم يكد الرئيس الاسد يعود من زيارته الامارات، حتى حطّ في دمشق عبداللهيان. فالزيارة الاولى من نوعها منذ سنوات، اقلقت ايران واستدعت تأهبا من قِبلها، مخافة ان تكون سوريا في صدد الابتعاد عن الجمهورية الاسلامية والتضحية بحلفها معها، مقابل العودة الى حضن جامعة الدول العربية. مخاوف طهران مشروعة، تضيف المصادر، ذلك ان الاستقبال الاماراتي للرئيس السوري ما كان ليحصل “مجانا”، بل هو على الارجح، ثمرة تنازلات ارتضت دمشق تقديمها، أو أعلنت على الاقل، انها مستعدة لتقديهما لفك العزلة العربية عنها، لعلّ أبرزها منع تحويل اراضيها الى منصة متقدمة لايران في الشرق الاوسط. فإما تلتزم وتعود الى “الجامعة” أو لا تفي، وتبقى خارجها.
الى ذلك، استدعت العودة الخليجية المرتقبة الى بيروت، زيارة لعبد اللهيان الى لبنان ايضا، فوصله امس حيث يلتقي المسؤولين المحليين. الا ان الشق الاهم من مشاوراته سيبقى بعيدا من الاضواء، وتحديدا محادثاته مع الامين العام للحزب حسن نصرالله، حيث لا بد ان ينسّقا خطة لمواجهة العودة الخليجية والانتخابات النيابية.
إيران مستنفرة إذاً لمنع إفلات العواصم التي تسيطر عليها، من يدها.. فهل تنجح أم يكون “الخيار العربي” أقوى لدى الاسد ولدى الشعب اللبناني في استحقاق أيار؟!