يخشى خصوم القوات اللبنانية وخاصة الذين يصنفون مجدداً في خانة «الأعدقاء» من أن تحصل القوات على مقعد نيابي في دائرة صيدا جزين، ولذلك لم يجد هؤلاء سوى سلاح إثارة الأحقاد مجدداً في تلك المنطقة رغم أنهم يحاضرون في العيش المشترك والسلم الأهلي.
لم تكن القوات اللبنانية تريد معركة في شرق صيدا وقرى ساحل جزين ومن كان على الأرض هناك يعرف حقيقة ما قاله سمير جعجع في هذا الموضوع لا سيما بعدما جرى في الجبل وفي الشحار الغربي، ويعرف من كان في موقع المسؤولية في القوات في تلك الفترة وتحديدا في العام 1985 كيف أنها طالبت رئيس الجمهورية آنذاك أمين الجميل وقائد الجيش العماد ميشال عون بإرسال الجيش إلى هناك لمنع الاقتتال والتهجير ولكن طلبها لم يستجَب، ويعرف من كان في القوات ومن كان في الدولة آنذاك أن قوة الجيش الصغيرة التي أرسلت إلى هناك كيف تصرفت ومع من قاتل بعض أفرادها.
25 نيسان 1985 اجتاحت جحافل العيش المشترك والسلم الأهلي قرى شرق صيدا وساحل جزين وقتلوا من قتلوا وهجروا من هجروا وكان رد الدولة محدوداً بتحليق طائرة هوكر هنتر في أجواء المنطقة من دون أن تطلق طلقة واحدة، وبقي المحتلون 6 سنوات يعيثون فساداً في الأرض فدمروا القرى وحولوها الى معسكرات تدريب وتركوا بصماتهم وشعاراتهم على كل منزل وزاوية ومنها شعار «سنضع أميركا تحت أقدامنا».
يعود هؤلاء اليوم لتذكيرنا بحقبة سوداء أردنا نسيانها، ولكن هؤلاء لا يريدون الآن ولا أرادوا في الماضي ولا يريدون في المستقبل أي وجود لعيش واحد ومشترك من الند للند، لا يريدون سوى ملحقين واتباع من كل الطوائف والمذاهب في صيدا وفي قرى شرق صيدا وفي ساحل جزين وجزين وقراها.
الوطنية التي يدّعيها هؤلاء وحرصهم المزيف على العيش المشترك كانا يفرضان عليهم أن يعيدوا أهل القرى التي هجروها إلى منازلهم وأرضهم لا أن يستبيحوها لسنوات قبل أن يعيد الجيش اللبناني بقيادة العماد إميل لحود أهلها إليها.
صيدا وقرى شرق صيدا وجزين وقراها ساحلاً وجبلاً دفعت الثمن في الحرب وخسر أهلها أرواحا وممتلكات وبالتأكيد لا يريد أهلها العودة إلى تلك المآسي «فما فينا يكفينا» ولعن الله من يحاول إيقاظ فتنة نريدها ميتة لا نائمة.