البصل يُبكي اللبنانيين… والبطاطا “ع الطريق”
من قال سيأتي زمان يُنافس فيه البصل الدولار السبعيني، بعد أن كان يُضرب القول فيه “سعره بسعر البصل”. كأن لا يكفي اللبناني ما يعيشه من أزمات ونكسات حتى يأتيه البصل ويُبكيه.
ارتفعت بورصة أسعار البصل عالميًّا، نتيجة نقص الإنتاج في الهند والباكستان وتركيا، البلدان الأساسية المنتجة له.
أمّا في لبنان، فيبدأ إنتاج البصل المحلّي من الأوّل من أيار إلى نهاية تشرين الأوّل، وتُخزّن الكميّات المنتجة في الفترة المتبقية من السنة وتباع في السوق اللبناني. وأي نقص بكميات البصل يُعوّض بالإستيراد من مصر.
إلّا أنّ كميّة البصل المتوافرة هذه السنة كانت ضئيلة بسبب الكساد الذي لحق بالمحصول السنة الماضية والخسائر التي تكبّدها المزارع اللبناني ومزارعو الدول المجاورة.
وفي هذا الإطار، أشار رئيس تجمّع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم ترشيشي، في حديث لموقع mtv، إلى أنّ “المزارع اللبناني لم يُقبِل على زراعة البصل عام 2022 ما أدى إلى انخفاض الكميات التي خُزّنت وارتفاع سعرها”.
وأضاف: “الحاجة خارج لبنان إلى البصل دفعت بالتجار الليبيين إلى شراء كلّ كميّات البصل من المتوافرة في لبنان ودفعوا سعرها “ع العمياني” 400 دولاراً للطن في وقت كان السعر يُراوح بين 300 و350 دولاراً للطن”، موضحًا أنّ “أكثر من ألفي طن بصل حُمّل إلى ليبيا خلال الأسبوعين الماضيين”.
وأردف: “شح كميّات البصل في السوق اللبناني أدّى إلى ارتفاع السعر إلى دولار واحد أو ما يعادله في السوق السوداء”.
وبشّر ترشيشي اللبنانيين أنّ النقص في كميّات البصل ستُعوّض بالاستيراد من مصر وستصل كميّات وفيرة نهاية هذا الأسبوع. إلّا أنّه أشار إلى أنّ “المواطن لن يلمس انخفاضًا بالسعر بسبب أنّ كلفة طن البصل وشحنه إلى لبنان لا تقل على الـ500 دولار وما فوق وارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية”.
وشدّد ترشيشي على “أهمية المزارع اللبناني في تأمين حاجة السوق المحلي من الخضار والفاكهة بسعر أقل من تلك المستوردة”. وقال: “نتيجة الظروف الصعبة التي يمرّ بها المزارع وخسائره المتكرّرة سينكفئ، والمساحات المزروعة ستقل ولن تعود كمية المحاصيل تكفي السوق المحلّي وسنشهد بعد البصل منتجات أخرى بالبطاطا والخسّ وغيرهما”.
وحمّل ترشيشي الدولة اللبنانية المسؤولية لأنّها تعتمد الرزنامة الزراعية بعيداً عن أي واقعية ولا تستمع إلى مطالبنا، قائلًا: “الدولة غير مستعدّة للقيام بشيء يحمي المزارع والمواطن، المهم لها اليوم هو الاتفاقات المبرمة مع الدول وعدم تخريب العلاقات”.
بعد البصل، دور البطاطا آتٍ، وسيُغنّي الفقير من حسرة “… يا عيني عالبساطة… تروّقني خبز وزيتونة وتعشيني بطاطا”.