التحدّي الأكبر: هل يصوّت الشارع الشيعي للتغيير؟
خلال استقباله المرشحين عن جبيل المدعومين من القوات اللبنانية زياد الحواط (ماروني) وربيع عواد (شيعي)، الاربعاء في معراب، توجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى الطائفة الشيعية في القضاء، وفي لبنان ككلّ، برسالة لافتة شكلا ومضمونا… ففيما حملة تخوين القوات اللبنانية واتهامها بالعمالة وبحوادث عين الرمانة الاخيرة، مستعرة من قِبل الحزب، الذي ذهب الى حد القول ان الاقتراع لمرشحي القوات هو اقتراع لمن نفذوا “كمين الطيونة”، كان لرئيس القوات موقف اكثر مرونة وهدوءا وانفتاحا، بحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”.
جعجع قال لـ”مواطنينا الشيعة”: لو ان البعض يراها “غريبة عجيبة”، لا يحاولن احد ان يفصل بيننا وبينكم، فاكثر من يتعذب اليوم هم المواطنون الشيعة، حال جميع اللبنانيين، على خلفية تصرفات “الحزب”، اذ هناك تضييق على الشيعة في العالم ولا سيما في لبنان. من هذا المنطلق، نؤكد لكم ان وجعكم وجعنا، والحلول التي نطرحها للخروج من الازمة التي يتخبط بها لبنان تصب في مصلحة الجميع من كل الطوائف، وليس المسيحيين فقط، باعتبار اننا نعيش في “جهنم واحد” من صناعة واحدة معروفة المصدر. هذه الازمة جمعتنا وجعلتنا نتخطى كل الحدود كي نتوحد، وفي حال “وفقنا الله” ونلنا ثقتكم، تأكدوا ان الحلول ستكون لمصلحتكم كما لمصلحة كل اللبنانيين”. وجدد جعجع التأكيد ان “القوات” لا ترشّح او تدعم لوائح ومستقلين لمجرد الحصول على عدد اضافي من النواب، بل تخوض العملية الانتخابية لانقاذ البلد من الوضع الراهن”. وأوضح من جديد ان “هناك مشروعين يتصارعان في البلد: مشروع “الحزب” و”التيار الوطني الحر” من جهة، ومشروع “القوات” وحلفائها من جهة اخرى”، آملا “من كل مواطن لبناني ان يعي اين مصلحته ومستقبله ويتصرف وفق هذا الأساس”.
وفق المصادر، رسالة جعجع الى الطائفة الشيعية، تعكس في الواقع، موقف الفريق السيادي في لبنان ككل، من القوات الى الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الوطنيين الاحرار وحزب الكتائب مرورا بالجبهة السيادية ولقاء سيدة الجبل، وصولا الى مجموعات الثورة والمجتمع المدني. ففي رأيها الخلاف في لبنان ليس طائفيا والانقسام ليس طائفيا، والازمة ايضا ليست مذهبية او حكرا على فئة معينة من اللبنانيين. بل الكل يعاني من خيارات تحالف “المافيا والميليشيا” وحكمه وقراراته. والرهان كبير هذه المرة، على ان يكسر الناخب الشيعي حاجز الخوف وعامل الضغط الذي يفرضه عليه الحزب بسلاحه وفائض قوته، وينتفض على تغطيته للفاسدين الذي أقرّ الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، بنفسه، بوجودهم في صفوف حلفائه، فيما ردّ جعجع امس بحزم وبوقائع ملموسة على شعار الحزب الانتخابي “نحمي ونبني”، مفرغا اياه من مضمونه.
على اي حال، الرهان ذاته يسري على الشارع المسيحي وعلى البيئتين السنية والدرزية، لكن التحدي يبدو اكبر لدى الطائفة الشيعية نظرا الى قوى الامر الواقع المهيمنة عليها والتي تخوّن كلّ مَن يعارض توجهاتها.. فهل يتلقف الناخب الشيعي ايجابا يد جعجع، فيصوّت وكل اللبنانيين، لا للقوات بالضرورة، بل للتغيير الفعلي، محاسبين المنظومة الحاكمة الممسكة بالاكثرية، على ادائها طوال الحقبة الماضية؟