ما يتبين حالياً أنّ الرئيس نبيه برّي هو المرشح الوحيد لرئاسة المجلس النيابي الجديد، وستكون هناك كتلة مضمونة ستصوت له، ويتراوح عددها بين 50 و 55 نائباً.
وبحسب المادة 44 الدستور، في كل مرة يجدد المجلس انتخابه يجتمع برئاسة أكبر أعضائه سناً ويقوم العضوان الأصغر سناً بينهم بوظيفة أمين. ويعمد إلى انتخاب الرئيس ونائب الرئيس لمدة ولاية المجلس كل منهما على حدة بالاقتراع السري وبالغالبية المطلقة من أصوات المقترعين. وتبنى النتيجة في دورة اقتراع ثالثة على الغالبية النسبية، وإذا تساوت الأصوات فالأكبر سناً يعد منتخباً.
لكنّ بعيداً عن الغوص في آلية انتخاب رئيس مجلس النواب، فموقف القوات اللبنانية واضح حيث جزم رئيسها سمير جعجع انّ برّي ليس مطابقاً للمواصفات، كذلك بالنسبة الى النواب “التغييريين”، حيث المؤشرات الاولية تدّل انّهم لن ينتخبوا برّي ايضاً، علمًا أنّ التيّار الوطني الحر لجأ في الدورة السابقة إلى منح فيها أعضاءه الحرية لانتخابه من عدمه.
عملياً انّ عدم انتخاب برّي رئيساً للمجلس باصوات وازنة يُعتبر ضربة كبيرة لصالح محور قوى الثامن من أذار، سيؤدي إلى تزعزع القوة التمثيلية لهُ، وهذا ما يخشاه الحزب، وفق اوساط قوى الممانعة، التي تكشف لِوكالة “اخبار اليوم”، الاتي:
اولاً، انّ الحزب قطع شوطاً كبيراً في “استمالة” النائب جبران باسيل نحو برّي.
ثانياً، والنقطة الاهم انّ الحزب لن يقبل بتقويض صورته وتحديه في مسألة بهذه الاهمية.
في غضون ذلك، يعقد تكتل لبنان القوي عند الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الثلاثاء، اجتماعه الاول بعد الانتخابات وذلك للتشاور في موضوع انتخاب رئيس المجلس، وتشير المعلومات انّ لقاء اليوم لنّ يكون حاسماً، لأنّ الاجواء ضبابية تبقى ضمن سياق انقسام التكتل بين مؤيد ومعترض.
مقابل كل ذلك، يجزم احد الاعضاء الحركيّين لـِ “اخبار اليوم”، انّ الرئيس برّي لن يدعو إلى الجلسة قبل التوصل إلى توافق يكون راضياً عنهُ، وانّهُ من الافضل عدم التلهي بهذا الامر، والدخول مباشرةً الى قاعة البرلمان، قبل الانتقال الى فترة اخرى من التلهّي لجهة تشكيل الحكومة وتعقيداتها.