“الثنائي الشيعي” ينقضّ على المرشحين المعارضين جنوباً: أنبشوا تاريخهم!

التنمّر في السوشال ميديا جزء من المعركة الانتخابية

لا يمتلك الحزب وحركة أمل، مشروعاً سياسياً أو اقتصادياً يطرحانه قبيل الانتخابات النيابية المقبلة، بعدما أمضى الطرفان عقوداً طويلة في السلطة من دون أن يقدموا لشعبهم أي تقدم اقتصادي أو إصلاح سياسي فعلي. لهذا، يسعى مناصرو الحزبين بشكل حثيث لتقويض انتشار أفكار الأحزاب والمجموعات السياسية المعارضة، والتي قدّمت مرشحين لها في كل المناطق اللبنانية، بما في ذلك الجنوب اللبناني الذي يعتبره “الثنائي الشيعي” كانتونه الخاص.

يهاجم مناصرو الحزبين، المرشحين المعارضين، في مواقع التواصل الاجتماعي، سواء بتقويض سطحي للمشاريع الانتخابية، أو بنبش تاريخ هؤلاء المرشحين بحثاً عن ثغرات يظهرونها للرأي العام. ومع الاحتفاظ بهامش النقد للكثير من المجموعات “المُعارضة” أو “شبه المُعارضة”، لا سيما “مواطنون ومواطنات في دولة”، فإن العقل يفترض أن تكون منقاشتهم في الملعب العام، في الشأن العام، في السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع، لا بطريقة المحقق الخاص الذي يحفر في بروفايلاتهم في السوشال ميديا، ويتهجم عليهم بالإيديولوجيا العمياء التي لا تعني سوى أصحابها.

انتماء سابق لحركة أمل أو الحزب، أو أي من أحزاب السلطة الحالية، ينزع الأهلية عن المرشحين بالنسبة لجمهور الممانعة. بل حتى تضامن سابق مع الثورة السورية، وآراء معارضة لنظام بشار الأسد، كما حدث مع المرشحة رباب يحيى التي عايرها مؤيدون للممانعة بإقامة مشاريع دعم لمدينة حلب السورية!

وأثار أسلوب الممانعين في البحث في تاريخ المرشحين المعارضين، سخرية ناشطين في مواقع التواصل، حيث أن لكل شخص تجارب سابقة، وما يصنّفه “الثنائي الشيعي” نقيصة، يخضع لمعايير ضيقة وفئوية، وقد يكون “المأخذ” نفسه محطّ إعجاب ليبراليين أو يساريين أو ديموقراطيين. وقد تكون بداية العديد من الناشطين السياسيين اليوم، انطلقت من خلال أحد أحزاب السلطة. كما أن لكل شخص أخطاءه وهفواته، بل وحتى أفكاره التي تغيرت مع تغير الظروف والزمن، وقد يكون التغيير في كثير من الأحيان أفضل من بقاء الشخص في المكان نفسه. فالأفكار لم تُخلق للجمود، وإلا باتت “دوغما” و”مقدسات”. حتى أحزاب السلطة الحالية، وبالأخص حركة أمل والحزب، غيّرت مبادئها وشعاراتها وتحالفاتها، مرات عديدة، بحسب المصالح السياسية (وهذا طبيعي لكن الممانعون أنفسهم يشيطنونه)، وليست بعيدة الصورة التي جمعت حسن نصرالله وسمير جعجع.

على صعيد آخر يحاول الممانعون محاصرة المرشحين المعارضين بالأسئلة، لكن من دون مناقشة البرنامج الانتخابي وكيفية تطبيقه على الأرض، بل ينحصر نقاشهم في الدفاع عن حزبهم وتعيير المعارضين بأن الحزب هو من حرر الأرض ومن قدم الدماء في سبيلها. كأن المؤهلات المطلوبة اليوم للوصول إلى المجلس النيابي، هي أن تملك الأحزاب المعارضة جيوشاً مسلحة تقاتل بها إسرائيل، عوضاً عن الخطط الاقتصادية والاصلاحية. وكأن “المقاوِم” لا يوفر فرصة لتمنين اللبنانيين بـ”جَميل”، لم تكن لهم كلمة في مساره ولا في قرارات الحرب والسّلم التي زجّ فيها لبنان.

يدرك “الحزب” و”أمل” جيداً قوتهما وتفوقهما، خصوصاً في الجنوب اللبناني، يعرفون جيداً حظوظ المعارضين الضئيلة في الفوز. والحملة على المعارضين، سواء في مواقع التواصل أو على أرض الواقع، تهدف بشكل رئيسي لتقليل الأصوات التي قد يحصل عليها هؤلاء إلى حدها الأدنى، كي لا يشكلوا حالة شعبية في ما بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى