الجيش الإسرائيلي بدأ استعدادات لعملية “قاسية” في لبنان.
يعيش كل من لبنان وإسرائيل في جو العملية الإسرائليلية المرتقبة إثر ما حصل في مجدل شمس بالجولان المحتل بعد مقتل 12 طفلاً، وفي هذا السياق، عُقد اجتماع أمني ليل الأحد دام أكثر من ثلاث ساعات، خلُص إلى تفويض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بالرد.
في هذا السياق، بدأت القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لضرب “الحزب” وللرد المرتقب منه، وحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”، وبدأ الجيش الإسرائيلي مساء الأحد سلسلة من الاستعدادات التي نسقتها شعبة العمليات في هيئة الأركان العامة والقوات الجوية والبحرية لعدد كبير من السيناريوات.
ومن بين الخيارات، هجوم واسع النطاق على أهداف لـ”الحزب” في لبنان، مختلف عما كان عليه الحال حتى الآن في المنطقة، حسب الإعلام العبري.
في الإطار نفسه، أجرى قائد القيادة الشمالية اللواء أوري جوردين تقييماً للوضع مع ممثلي القوات الجوية حول الأهداف التي تمتلكها القيادة الشمالية ضد “الحزب”، ونطاق الأسلحة الملائمة لنوع الأهداف.
إلى جانب ذلك، أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي تقييماً للوضع مع رئيس جهاز الأمن العام رونين بار ومسؤولين كبار آخرين لدراسة ما يمكن أن تكون عليه العواقب المترتبة على هجوم واسع النطاق في لبنان على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وبحسب التقديرات، ليس من المستبعد أن يحاول “الحزب” تنشيط خلايا نائمة في إسرائيل أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة لتنفيذ هجمات كرد على العملية الإسرائيلية.
وفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن عدد قوات “رضوان” الموجودة حالياً على الحدود اللبنانية أقل بكثير ممّا كان في السابع من تشرين الأول، بعدما قُتل بعض أفرادها وقادتها، وأصيب بعضهم، وانسحب بعضهم بعيداً عن مرمى النيران.
من جهته، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل أن “الحادثة الخطيرة في مجدل شمس لن تمر من دون رد شديد من جانب الجيش الإسرائيلي”، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن “تبادل الضربات المقبل سيحسم ما إذا توجد هنا نقطة تحول في الحرب، تضع الجبهة الشمالية في المركز، أم أنه تصعيد آخر سيكون بالإمكان احتوائه من تغيير اتجاه الحرب بشكل كبير”.
ورجح هرئيل أن الحزب “لم يوجه القذيفة الصاروخية إلى مجدل شمس، وإنما إلى مواقع الجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ ومنطقة مزارع شبعا المحاذية، التي استهدفها الحزب بمئات القذائف الصاروخية منذ بداية الحرب”.
ولفت إلى أن “حرب استنزاف ضد إسرائيل تخدم مصالح إيران، وليس مؤكدا أن مواجهة إقليمية شاملة مرغوب بها الآن بالنسبة لإيران، ومن الجانب الآخر تمارس الولايات المتحدة ضغطا شديدا على إسرائيل كي لا ترد بشكل كبير للغاية في لبنان، إذ يخشى الأميركيون من انعكاس حرب إقليمية على انتخابات الرئاسة الأميركية”.
وفي وقت سابق، توعّد قادة إسرائيل برد “قاس” على “الحزب” إثر ما حصل في مجدل شمس، لكنهم قالوا إن العملية لن تؤدي إلى حرب شاملة.