الحريري سيعود.. وموعدٌ في أيلول!
لم يكن قرار الرئيس سعد الحريري بمقاطعة الانتخابات عابراً، وما يوميات التحضيرات للاستحقاق الانتخابي سوى دليل على حجم الفراغ الذي تركه، لا بل الإرباك على أكثر من صعيد وفي كل الدوائر الانتخابية حيث لتيار المستقبل جمهوره. إلا ان الأنظار تتجه الى موقف رئيس التيار الأزرق ما بعد 15 أيار والنتائج التي سيفرزها هذا الاستحقاق وأي فريق سيربح الأكثرية التي ستحدد مصير البلد.
الحريري سيعود بعد الانتخابات، موقف لأحد نواب تيار المستقبل في الأيام الماضية، عاد ليثير التساؤلات حول أي دور سيقوم به الحريري في المرحلة المقبلة وأي موقع سيكون له في السياسة، خصوصاً اذا ما نال الحزب وحلفاؤه الأكثرية النيابية وبالتالي الكلمة المقررة في تشكيل الحكومات وانتخاب رئيس الجمهورية المقبل. فتحت أي عنوان سياسي قد يعود الحريري؟
“الرئيس الحريري لم يقل إنّه ترك البلد ولن يعود”، يعلّق عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار، معتبراً أن عودته ستكون طبيعية، مستغرباً وضعها في إطار الإثارة الإعلامية، معلناً أن الحريري قد يأتي الى لبنان خلال عيد الفطر أو بعده، موضحاً ان إقامته في الخارج هي في إطار العمل بحكم ارتباطه بأعمال له في أبو ظبي.
وشدد الحجار، في حديث لموقع mtv، على ان “الحريري لم يقل أنه لن يتعاطى بالأمور العامة في البلد، واعلانه تعليق العمل السياسي يعني مقاطعة الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً وعدم المشاركة في السلطة التنفيذية وفي الحكومة التي ستتشكل”، مضيفاً “أما العمل اليومي لتيار المستقبل فهو مستمر والتحضير للمؤتمر العام الثالث للتيار في شهر أيلول المقبل على قدم وساق”، مؤكداً أن إعادة ترميم وهيكلة تيار المسقبل هي في صلب اهتمامات الحريري.
مع الاشارة الى أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية خاصة كونه سيعيد انتاج تيار المستقبل رئيساً وأعضاء مكتب سياسي، لا سيما وأن الانتخابات قد أفرغت التيار من بعض قياداته وكوادره الذين قرروا خوض الاستحقاق وعدم الالتزام بقرار المقاطعة، وبالتالي استقالوا من عضوية التيار. وعليه فإن موعد أيلول سيكون مهماً على مستوى تيار المستقبل وقيادته الجديدة وجمهوره.
وفي ظل التخبّط الذي تشهده الساحة السنية انتخابياً، ورداً على سؤال عمّا إذا سيكون هناك أي توجيه من الحريري في ربع الساعة الأخير، أكد الحجار أن هذا الأمر لن يحصل أبداً، فقرار الحريري كان نهائياً عندما قال: “لا أدعم ولا أرشح”، مضيفاً “مَن أوصل الأمور الى ما وصلت اليه فليتحمل المسؤولية. فالرئيس الحريري حاول، منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري، أن يدوّر الزوايا وأن يقوم بربط نزاع وغيرها من الخطوات من أجل البلد واستقراره على كافة الصعد، لكن البلد وصل الى الانهيار في ظل المزايدات. فهذه المجموعة الحاكمة لا يمكن الوصول معها الى أي مكان، ولهذا السبب قرر الحريري تعليق العمل السياسي الى حين تغيّر الظروف وتوفّر النوايا الحسنة والقرار الواضح بإعادة تنظيم الأمور في البلد”.
ورداً على سؤال عمّا اذا كان الحريري يربط عودته الى العمل السياسي بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال عون في تشرين الأول المقبل، أجاب الحجار: “الحريري لم يحدد وقتاً وعندما تختلف الأمور وتختلف المقاربات سيعود”.
وماذا عن محمد الحجار بعد الانتخابات؟ يجيب مؤكدا: “موجود ومكمّل”، مستطرداً: “لن يتغيّر أي شيء الا أنني سأصبح النائب السابق”.