في مقابلة تلفزيونية قال الأمين العام لـ»تيار المستقبل» أحمد الحريري: «إن الطاقم السياسي، من اهل البيت وخارجه، بقي على مدار سنتين يطالب بخروج الرئيس الحريري من معادلة السلطة وتركها للحزب «ليقلع شوكو بإيدو»، واليوم اكتشف فجأة، بعد قراره، ان غياب الحريري سيسلم البلد للحزب». لم يذكر الرئيس سعد الحريري في خطاب تعليق عمله السياسي أنه يفعل ذلك من أجل تسليم البلد لـ»الحزب»، بل على العكس هو شكا من النفوذ الإيراني في هذا البلد والذي يمثله «الحزب»، لا الرئيس فؤاد السنيورة في بيروت، ولا يوسف النقيب في صيدا ولا «القوات اللبنانية» على مستوى الوطن.
ما من أحد في «تيار المستقبل» وخارج هذا التيار طالب الرئيس سعد الحريري بتعليق عمله السياسي كي يترك أمر البلد لـ»الحزب»، ولكن هناك من قال للرئيس الحريري من داخل المستقبل ومن خارجه ألا يذهب إلى تسويات رئاسية وحكومية مع «الحزب» وحلفائه وهذا ما كان يعنيه هؤلاء بعبارة «اتركوا الحزب يحكم».
هؤلاء لم يريدوا للرئيس الحريري أن يترأس ما يعرف بحكومات الوحدة الوطنية التي كانت تفرض الشروط والتنازلات عليه لتشكيلها ومن ثم يجري تعطيلها، هؤلاء لم يريدوا للرئيس الحريري تسوية رئاسية خرج منها خاسراً على جميع الصعد، هؤلاء على العكس كانوا يريدون من الرئيس الحريري أن ينخرط أكثر فأكثر في السياسة، وفي مواجهة سياسية مع محور الممانعة تنطلق من أن يترك لـ»الحزب» وحلفائه وحدهم تشكيل حكومة لإدارة البلد وليتحملوا وحدهم عندها مسؤولية الفشل والانهيار، لا أن تلقى معظم التبعات على الحريرية السياسية وعلى الرئيس سعد الحريري بالتحديد على قاعدة «كلن يعني كلن».
القرارات السياسية ليست تلبية لرغبة هذا أو رغبة ذاك، القرارات السياسية تزان بمنطق الربح والخسارة على صعيد الوطن لا على الصعيد الشخصي، ومن يقوم بتطبيق هذه المعادلة يدرك الخطأ من الصواب.