الضربة الإسرائيلية للبنان بدأت لحظة سقوط الصاروخ في مجدل شمس، وهي كانت ستبدأ لو سقط صاروخ أو مسيرة في أي مستوطنة أو مدينة من فلسطين المحتلة وأسفرت عن سقوط قتيل واحد. الضربة بدأت لحظة انتهاء خطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركي ونجاحه في استقطاب تأييد الحاضرين. فالتصعيد المدروس هو هدف الزيارة لترجيح كفة الحلّ الدبلوماسي الذي تريده أميركا بما يناسب الأهداف الإسرائيلية. إذن الضربة بدأت نفسياً في كل اجتماع وتصريح وتهديد، الباقي تفاصيل…
إنها المرحلة الثانية من لعبة الحرب والدبلوماسية في الجنوب، وقد أثبتت شراسة وتفوّق إسرائيل في ميدان الحرب النفسية. تلعثمت الألسن في لبنان الدولة والدويلة على حدّ سواء واضطربت النفوس واستنفر أقزام الدولة والسياسة لتبرئة الحزب من تهمة استهداف المدنيين…
هذا الحزب الذي لا يستهدف المدنيين بحسب مزاعمهم هو نفسه الذي استهدف الجنرال رفيق الحريري ومعه كوكبة من الضباط والعناصر في عملية نوعية، وهو الذي استهدف اللواء مروان حمادة وعشرات عمليات الإغتيال ضد العسكريين من كافة الرتب، منهم وليد عيدو وأنطوان غانم ومي شدياق ومحمد شطح والياس الحصروني وباسكال سليمان وغيرهم من قادة الألوية والقادة الميدانيين. ولا ننسى اجتياح ٧ أيار ٢٠٠٨ لثكنات العدو في بيروت والجبل…
هذا الحزب، وهذا المحور بأكمله الذي لا يستهدف المدنيين يحفر أنفاقاً في كل قرية ولا يبني ملجأ في أي قرية ويترك للعدو أن يستهدف المدنيين. هذا الحزب وهذا المحور يتخّذ من المدنيين دروعاً بشرية ويعتمد المرافق المدنية والصحية لتخزين صواريخه واختباء عناصره. هذا الحزب الذي يقصف من داخل الأحياء السكنية… لا يستهدف المدنيين!