تأتي الانتخابات النيابية المرتقبة الشهر المقبل وسط انقسام حاد وعلى وقع انهيار اقتصادي حاد…
ولكن على الرغم من اهمية المرحلة والتعويل على الاستحقاق لاخراج لبنان من محنته الا ان هذا الانقسام سيبقى على ما هو لا بل ربما سيزداد حدة!
واذا كان السؤال الابرز “هل سينجح الشعب في محاسبة مسؤوليه في صناديق الاقتراع”، فان هذا الشعب غير موحد على تحديد ماهية هذه الارتكابات. اذ ان فريقا يعتبر انها تكمن في الفساد المستشري، وفريق آخر يجزم ان المعضلة الاساسية تكمن في السلاح الخارج عن سلطة الدولة، وبين هذا وذاك، نجد من يرفع الشعارات الفضفاضة التي تصلح في كل زمان ومكان..
اما بالنسبة الى الحزب- ورغم اتهامه بالتبعية لايران وتنفيذ مشروعها في لبنان- فانه يحدد وجهة البوصلة: “الولايات المتحدة تحاول من الانتخابات التسلل والتغلغل اكثر فأكثر في الداخل اللبناني.
ويصف مصدر يدور في فلك الضاحية هذه الانتخابات بالـ”حساسة”، شارحا، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان هناك مشروعا لكل فريق، محذرا من المشروع الاميركي الذي يحمله بعض المرشحين الى الانتخابات، وهذا المشروع له مرتكزات تصل الى حدّ الثوابت ومنها تحقيق السلام مع اسرائيل، في حين بالنسبة الى لبنان يجب ان تبقى القضية فلسطين هي المحورية.
واذا كان هناك من يعتبر ان لبنان لديه ما يكفيه من مشاكل ليهتم بقضايا الآخرين، يلفت المصدر الى ان السلام مع اسرائيل يعني تلقائيا تنفيذ المخطط الذي يقضي على ثورات لبنان كافة من نفط وغاز ومياه وما سوى ذلك.
ويقول: من هنا تكتسب هذه الانتخابات اهمية وحساسية، فمعلوم ان المشروع الاميركي يقود الى الانقسام الحاد والفتنة، مضيفا ان الولايات المتحدة تستثمر في هذه الانتخابات من خلال دعم بعض المرشحين والاطراف، وهذا ما يخلق الشحن الى درجة الانفجار.
وعن دور الحزب، يلفت المصدر الى انه من خلال شبكة علاقات الحزب وتحالفاته داخل كل الطوائف والمكونات، فهو يحاول طرح شبكة الآمان الداخلي، لكن للاسف البعض حول هذه الانتخابات من استحقاق ديموقراطي للتعبير عن الحجم السياسي لكل مكون بما يعكس واقعه داخل مجلس النواب، الى معركة شعارات سياسية تهدد البلد. لذلك الحزب مقتنع ان هناك من يحاول أخذ البلد الى الفتن، على غرار المحاولات السابقة، وهذا ما يضع على المحك الاقتصاد ومصير البلد ولونه ومستقبله، وايضا التركيبة السياسية الداخلية… كل ذلك في سلة واحدة.