لقد خسرت القوات اللبنانية في المعركة النقابية، طبعاً نستطيع أن نقول، عن حق، أن القوات ربحت مسيحياً بالأرقام وهذا مهم جداً جداً جداً، ولكن الأهم هي الخسارة على صعيد المبادئ والثوابت والتكامل بين الموقف السياسي والأجندة النقابية والإقتصادية ونهج الحكم ونظام الدولة، هنا تربح القوات ولا ينافسها أحد ولو اعتمدنا نهج التزلّف والتزلّم عندها لا لزوم لنا، إما أن ننجح وحدنا كما في الإنتخابات النيابية أو الطالبية، أو بمساعدة صديق وفقاً لقناعاتنا، أو نفشل…
المرونة التي يعتمدها التيار الوطني الحر لتأمين نجاحاته من خلال التحالف مع من يدّعي معارضتهم بشراسة كما هي الحال مع الثنائي الشيعي في بيروت والتحالف مع تيار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في طرابلس. هذا النجاح بلا شرف لا يغرينا فالخسارة أشرف، وما ينطبق على الإنتخابات النقابية ينطبق على الموقف السياسي، نحن قمنا بواجباتنا في الجزئية المسيحية في مصلحة المعركة الوطنية وعلى الآخرين القيام بواجباتهم في الجزئيات الأخرى.
لن نكون جزءاً من هذه المنظومة من أجل مكسب ولسنا بحاجة لإثبات وجودنا فمحاولات إزاحتنا وتحييدنا تثبت ذلك.