“العودة الخليجيّة”… ماذا كشف الرياشي؟!

جاءت العودة الخليجية لتُطلق دلالات بارزة على المشهد المستجد في العلاقات اللبنانية-الخليجية، إنطلاقاً من الخطوة السعودية التي افتتح سفيرها في بيروت وليد البخاري مرحلة جديدةً وإرساء معادلة سياسية محلية وإقليمية بدأت من الحراك والتواصل مع كل القوى السياسية غداة وصوله إلى لبنان، واستكملت تالياً مع وصول سفراء دول مجلس التعاون الخليجي خلال الأيام الماضية.

الإنطباعات والمعطيات الأولية لهذه العودة تؤكد أن المعطيات الإيجابية التي أتت أولاً من المملكة العربية السعودية، تجزم بأن المساعي والإتصالات والجهود التي استمرت لأشهرٍ مضت، قد أثمرت انخراطاً ديبلوماسياً على الساحة اللبنانية وقراراً بالوقوف إلى جانب لبنان في ظروفه الصعبة.

وعليه، فإن “هذه العودة والتي وصفها الوزير السابق ملحم الرياشي بأنها “ميمونة ومطلوبة”، من قبل الشعب اللبناني والذي رحب بها، تأتي في سياق تتويج الجهود المبذولة على أكثر من خطّ تواصل مع القيادة والمسؤولين في المملكة”.

وقال الرياشي لـ “ليبانون ديبايت”، إن “العودة الخليجية، وبعد غياب ودام لعدة أشهر، هي ضرورية وأكثر من حاجة”، لافتًا إلى أن “عزل لبنان عن محيطه العربي وضرب علاقاته مع دول مجلس التعاون الخليجي، وبالطريقة التي حصلت خلال المرحلة الماضية، هو أمر غير مقبول، ولم نوافق عليه يوماً أو نقبل به، ولذلك عملنا ومنذ اللحظة الأولى على مغادرة السفراء الخليجيين، على إقامة تواصل مع المملكة إلى أن نجحت المساعي وحصل التطور الإيجابي المتمثل بالعودة الأخيرة للسفراء الخليجيين إلى بيروت”.

وعن الدور الذي قام به شخصياً من خلال الزيارات والإجتماعات التي شارك فيها في المملكة أخيراً، أوضح الوزير السابق الرياشي، إن “القوات اللبنانية لها الشرف بأن تكون أول من طالب بعودة الخليجيين إلى لبنان، وهي تشكرهم اليوم على هذه الخطوة التي تؤكد اهتمامهم بلبنان واللبنانيين”.

وكشف أن “الزيارات إلى السعودية، قد ساهمت في تذليل بعض العقبات التي كانت تعترض مسار العلاقات الديبلوماسية مع الخليج، إلى أن صدر قرار العودة والتجاوب مع المساعي المبذولة، وبالتالي، التعاون من قبل المملكة في تأمين عودة السفراء الخليجيين كلهم، إنطلاقاً من القناعة الثابتة، بأن الحضور العربي كما الخليجي في لبنان، يؤدي إلى استعادة التوازن الإقليمي والسياسي ويخدم بالدرجة الأولى مصاحة لبنان وسيادته”.

وأضاف “لقد بشرنا اللبنانيين من المملكة بهذه العودة، وإن كان بعض الأغبياء اتهمونا بأننا تكلمنا ضد سيادة لبنان بعدما شددنا ومن المملكة، على أهمية العلاقات بين لبنان ومحيطه العربي والخليجي، وأعود وأكرر اليوم، أن ارتباطات لبنان بدول الخليج العربي، تشكّل جزءاً من هذه السيادة”.

Exit mobile version