“القوات” لـ”النهار”: لا قطيعة سياسية مع الحريري و”بيت الوسط” قائم ومستمر

جذبت زيارة وفد من “القوات اللبنانية” بيت الوسط أمس لمناسبة الذكرى الـ18 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، المراقبين السياسيين، فهاجمها البعض، ورحّب بها آخرون.

“القوات اللبنانية”، من جهتها، اعتبرت أنّ الزيارة كانت أمراً بديهياً أن تحصل، فالمناسبة وطنية، وهي لحظة جامعة، سيادية أسست لانتفاضة الاستقلال في 14 آذار.

أمّا بشأن الحديث عن أجواء سلبية طغت على اللقاء مع الرئيس سعد الحريري، فأكدت مصادر “القوات” لـ”النهار” أن هناك مطابخ سوداء وماكينات، تعمل على فبركة خلافات باستمرار، إما بين “تيار المستقبل” و”القوات” أو بين “القوات” و”الكتائب” أو بين “تيار المستقبل” والمملكة العربية السعودية، فيما نسي هؤلاء أن الخلاف الفعلي هو الخلاف الاستراتيجي بالرؤية الوطنية وهو بين الفريق السيادي والفريق التابع لإيران، أي فريق الفساد والسلاح.

واذا كان من خلافات اليوم فهي موجودة داخل فريق 8 آذار على المستوى الرئاسي. خلافات سلطوية لتقاسم حصص ومغانم. فيما الجامع في هذه المناسبة هي دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري، التي أعادت توحيد البلد بهذه المحطة، ضد قاتل رفيق الحريري الذي هو “محور الممانعة”.

وتنفي “القوات” أي قطيعة سياسية مع أيّ مكون سياسي، ومع الحريري تحديداً، فهو كان خارج البلاد بقرار شخصي، والقوات تحترم هذا القرار. والتباين السياسي بين القوى الحليفة حق لكل فريق لكنه لا يفسد بالودّ قضية.

وأشارت المصادر إلى أنّ رسالة “القوات” من اللقاء مزدوجة، أولاً، هي رسالة وطنية في مناسبة عزيزة وأليمة بسبب اغتيال حصل بعد مرور نحو 15 عاماً على دخول لبنان مرحلة السلم، اغتيال استهدف رجلاً نقل لبنان من الدمار إلى الإعمار، وأعاد علم لبنان ليرفرف في كل دوائر القرار.

ثانياً، للتأكيد أن التواصل قائم وموجود مع الحريري، ولا يحاولن أحد الدخول على هذا الخط من أي طرف كان للخربطة.

وعن دور الحريري في الحياة السياسية، أكدت مصادر “القوات” أنّ سعد الحريري يعرف دوره جيداً وتأثيره وحيثيته ويدرك تماماً ما يجب فعله، والقرار الذي يجب اتخاذه يعود للحريري نفسه.

وعن رأي “القوات” في خطاب الحريري من “بيت الوسط”، تجيب المصادر: “قال إنه سيكمل. تقصُّد عدم الكلام في السياسة ليس صدفة، وهو للتأكيد أنه في هذه المرحلة الحريري مستمر في العمل النضالي الاجتماعي، وأن بيت الوسط قائم ومستمر، وبالتالي، فإن الحريري وحده من يضع توقيت عودته السياسية”.

إشارة إلى أنه كان زار وفد من تكتل الجمهورية القوية، موفداً من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ضريح الرئيس الحريري في وسط بيروت عند 4,30 من بعد ظهر 14 شباط. ثم انتقل الوفد الذي ضمّ نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان والنواب، غسان حاصباني وفادي كرم وملحم رياشي وغادة أيوب وطوني حبشي وزياد حواط والوزيرين السابقين جو سركيس وريشار قيومجيان، الى بيت الوسط حيث التقى الرئيس سعد الحريري ناقلاً اليه تحيات رئيس “القوات”.

Exit mobile version