أن تربح القوات اللبنانية الانتخابات مسيحيًا، ووطنيًا هو أمر يؤكد أن “كلن يعني كلن”، لم يكن على قياس الثورة وطنيًا.
لأن فوز القوات اللبنانية أتى برد فعل شعبي يترجم مزاج اللبنانيين وثقتهم بهذا الحزب.
والطبيعي هو أن يثق اللبنانيون عامة والمسيحيون خاصة بهذا الحزب، لأنه حزب خال من الانعطافات والانحرافات التي تربك المتابعين لعمله، وفيه معدل صفر خذلان للبنانيين، سواء على المستوى الفكري أو على المستوى القيادي. .
لذا كان ينبغي أن تفوز القوات، لأن اللبنانيين في الغالب أدركوا الارتياح الذي سيتولد عن هذا الفوز.
وفوز القوات اللبنانية انعكس إيجابًا على باقي القوى السيادية وبالتحديد الثوار.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل حقًا يثق اللبنانيون بحزب القوات اللبنانية؟!
عبر عقود من الانتخابات النيابية في لبنان خاضها معظم الأحزاب اللبنانية، يلاحظ المتابع أن حزب الجماعة الاسلامية السني العصب لم يستطع الاحتفاظ بحضوره ولم يتمكن من القدرة على التنامي، وذلك بسبب غياب الثقة بين ذلك الحزب والمواطنين اللبنانيين عامة، والمسلمين خاصة والسنة على وجه التحديد.
لذا نجده يخسر دائما حتى في في بيئاته السنية، ومرد ذلك لأسباب يعرفها الجميع، من مصر للأردن إلى تونس فالخليج العربي.
وكذلك الحزب القومي السوري الاجتماعي، والذي يشتهر بقتل الثقة التي تجعل المواطن يعي ويتصرف على قاعدة عمله.
استطاع حزب القوات أن يجعل من الثقة محرك عمل يسبقه في كافة مناطق لبنان، فالشعور بالأمان والاطمئنان لتحركات حزب القوات اللبنانية على كافة الأراضي اللبنانية نتج عن الثقة التي رسخها هذا الحزب في تفكير الناس، وجعل الجميع بمن فيهم الخصوم يشعر بعدم القلق أو الخوف الذي ينتج لدى المواطنين عن كثير من الأحزاب التي خذلت الناس سواء وطنيًا أو عربيًا.
فاللبناني لا يتردد في زيارة مناطق ذات أكثرية قواتية، ليسهر ويعيش ويقضي فترة راحة وتسوق، ولكنه حتمًا يجري حسابات عميقة وجدا، إذا ما قرر زيارة مناطق تحت سيطرة خصوم القوات اللبنانية، تلك التي تشتهر بغياب الأمن وبكثير من التفلت وسيطرة العصابات.
فالثقة هي محصل سنوات من العمل والإجراء والتنفيذ، والثبات على أرض الواقع عملًا ومواجهة.
بالأمس وبلا سابق أنذار قرر رئيس تيار المستقبل وقف العمل السياسي، ضاربًا عرض الحائط الثقة التي هشمها لدى الناس والأنصار واللبنانيين بهكذا قرار.
وقد يعود بعد مدة إلى العودة والعمل السياسي.
ليضرب مرة ثانية عرض الحائط الثقة التي ستكون أول متأثر بقرار العودة، متوهمًا أن الناس بلا ذاكرة.
إن الثقة ليست مسألة بسيطة في العمل السياسي. بل قد تكون هي كل العمل السياسي لدى حزب القوات اللبنانية.
لذا فرح اللبنانيون لفوزها، وتغير المزاج الشعبي لما حققته، وثارت إيجابية الناس لما أتى عن نتائج في انتخابات ٢٠٢٢٠٠.
فشعار “نحن بدنا ونحن فينا” الذي أطلقته القوات أثمر مزيدًا من الثقة المتبادلة بينها وبين الناس، وجعل القول عملا ونتيجة.
فلثقة وحدها ابتهج الناس، ولثقة وحدها بشوا وهشوا وتنفسوا الصعداء، وصفقوا.
فالقوات تحترم وجدًا ذاكرة الناس، ولا تتعامل معها بالتجاهل.
ذلك لأن القوات جعلت من اسمها الجواب البديهي على سؤال ما هو الحزب اللبناني الذي تثق به؟!
ليبقى الأمل معقودًا على مزيد من الثقة التي يتوقعها الناس بحزب القوات اللبنانية.