المسار المنحرف والحاقد لسامي الجميل

آليت على نفسي بإسم وحدة الصف تجنب كشف حقائق عن انحراف سامي الجميل لكن بعد استفحال حالته لا بد من الاضاءة على حقيقته.

الشيء المخفي عكس الشيء الظاهر. لعبة ذكيّة جدًا بمثابة طعم وفخ، ولكنّها مكشوفة لمن يحسن القراءة، ولن تأتي بثمار كما يعتقد الفتى “غير” الكتائبي سامي، الذي لم يكن يوماً كتائبيّاً، ولن يكون، لأنّ عنده مفهوم خاص يغذّيه حقدٌ لا نعرف متى سيتوقّف وينتهي، ولكنه حتماً سيصل بصاحبه إلى الخراب، عدا أنّه يسيء كثيراً إلى المقاومة المسيحيّة وتاريخ النضال الكتائبي بشكل خاص.

لا، لم يأت ما قاله نجيب ليان عن عنصر في الحزب القومي السوري الاجتماعي خالد علوان، والذي نفّذ عملية ضد الجيش الإسرائيلي في مقهى الألنبي في شارع الحمراء، كزلّة لسان.

لماذا؟ لأن لو نجيب ليان حيّا أيضاً أسماء آخرين ناضلوا واستشهدوا ضد السوري والفلسطيني، لقلنا إنّه يحيي كل من قاوم ضد الاحتلالات في لبنان، لأن المجتمع المسيحي والجبهة اللبنانيّة، التي ضمّت كل القوى المسيحيّة والأحزاب المسيحيّة، ترفض أي احتلال من أي جهة أتى. كذلك القوات اللبنانيّة.

صحيح أن في مرحلة من المراحل اضطرت الأحزاب المسيحيّة في بداية الحرب اللبنانيّة أخذ السلاح من إسرائيل، لكنّها لم تكن يوماً جناحاً في الجيش الإسرائيلي، ولا في أي جيش غريب آخر، كما يتفاخر الحزب مثلاً أنّه تابع لإيران.

ولا ننسى خطاب حافظ الأسد في عام ١٩٧٦ الذي قال: سلاح أعطينا، وذخائر أعطينا. كان يقصد أنّه أعطى للحركة الوطنيّة لتحارب القوى المسيحيّة التي هبّت لتدافع عن مناطقها في وجه الفلسطينيين، وعدم تحويل لبنان وطن بديل عن فلسطين. وقال حافظ الأسد أيضاً، اضطررنا للدخول إلى لبنان بثياب جيش التحرير الفلسطيني، من دون أن ننسى مجازر العيشيّة والدامور وغيرها.

ولا حاجة لنذكر كم حزب في الحركة الوطنيّة آنذاك خدم المصالح الإسرائيليّة في لبنان، ووجد في صفوفه عملاء لإسرائيل. كذلك كلام نبيه برّي العلني والمسجّل، الذي يتّهم فيه الحزب أنّه عميل لإسرائيل، وقتل من قياديي حركة أمل أكثر ما قتلت إسرائيل من أمل.

وللتذكير فقط، الشيخ بشير الجميّل رفض توقيع معاهدة مع إسرائيل، قبل أن يعود للمجلس النيابي الذي يضم مسيحيين ومسلمين بالمناصفة.

كذلك سمير جعجع أغلق كل مراكز الإسرائيليين في المنطقة الشرقيّة.

وغير مخفي على أحد وقوف الجيش الإسرائيلي ضد القوّات اللبنانية في حرب الجبل والحي الغربي في عاليه، واللائحة طويلة.

وما قاله ليان عن علوان، أتى ضمن سياق يعمل عليه سامي الجميّل منذ اعوام، للاقتراب من اليساريين والشيوعيين، اعتقاداً منه بأنه سيكسب موّدتهم وأصواتهم، هذا من جهة، ولأنّه غير مقتنع بتاريخ حزب الكتائب ونضاله، هذا من جهة أخرى، وهو إنسان باطني وحاقد. وهو لا يكف عن توجيه الاتّهامات الزائفة ضد القوّات اللبنانيّة ومهاجمتها بشكل دائم.

فخطة سامي محورها ثلاث نقاط أساسيّة:

– هجوم دائم على القوّات اللبنانيّة.

– نزع عن حزب الكتائب اتّهام الأحزاب اليساريّة بأن الكتائب تعاملت مع إسرائيل (وقد شرحنا ذلك أعلاه)

– إظهار حزب الكتائب، مع إظهار اسم جديد له، بوجه جديد منفتح على كل الأطراف والأحزاب اليساريّة، وأن القوّات اللبنانيّة متطرّفة وعميلة وتاريخها اجرامي.

وقد غفل عن بال سامي أن حزب الكتائب، الذي هو لم ينتم أصلاً إليه، ولا ناضل في صفوفه، لم يكن حزباً مغلقاً ودافع عن استقلال لبنان، وقدّم شهداء في ذلك، ولا يستحي بنضاله بل يفتخر به، وأساس معتقده لبنان أوّلاً، والقوات اللبنانيّة انبثقت منه ومؤسسها بشير.

كما غاب عنه أيضاً، أن توجّهات الأحزاب اليساريّة لا تتطابق مع ما نادى به الشيخ بيار الجميّل المؤسس، ولن تكون.

هناك عبرة صينيّة، مفادها، أن أب غنيّ ورّث أولاده منجم ذهب. وكان الأب قد جمع ثروته بكدّه وعرق جبينه وكان يخدم منطقته كثيراً. فقام أحد الأولاد الورثة بترك ميراثه، واستبدل منجم الذهب بمنجم فحم، مدّعياً أنّه يريد إعطاء صورة جديدة له. ففرح فيه منافسو والده وشجّعوه. ولعدم خبرته، لم ينجح في تجارة الفحم، بل كان أداة لتخريب ميراث أبيه. فقرر أن يعود لإخوته، ولكن كان قد فات الأوان وفقد كل شيء.

شيخ سامي، الفخ الذي تريد غيرك أن يقع فيه، سيرتد عليك.

إذ من سيقول إنه ضد علوان، سيُتّهم أنّه مع الإسرائيلي، وهذا ما أنت تريده. هذه حيلة لن تنطلي على أحد.

فاعرف جيّدًا، لا أحد مع الإسرائيلي، ولكن من تحاول أنت التقرّب منهم، هم مع السوري والفلسطيني على حساب لبنان.

لعبتك فاشلة، ونتمنّى أن يستيقظ ابن القائد الشيخ بشير الجميّل لهذا المسار المهدّم.

فيا شيخ نديم ما زلت بعيوننا ابن الحبيب بشير، إن لم تعرف حقيقة سامي فهي مصيبة، وإن كنت تعرف وأكملت معه فتلك مصيبة أكبر. نقول هذا الكلام لأننا نحبك ونريد لك الأفضل!

زر الذهاب إلى الأعلى