المسيحيون وعودة العدّ.. ما موقف الفاتيكان؟
مرّة جديدة ثمّة محاولة لاستدراج مسيحييّ لبنان إلى خيار المثالثة بالتّلويح بالعدديّة من ناحية، ومن ثمّ إلى اعتبار أنّ “تفاهم مار مخايل” ضمانة لهم من ناحية أخرى، وثمّة من يحرص في الكرسيّ الرسوليّ والبطريركيّة المارونيّة على تثبيت هذين الخيارين، على ما تستشرس بروباغندا سوداء معروفة الأهداف والخلفيّة التّسويق.
في كواليس القيّمين على هذه البروباغندا من رسميين في المنظومة إلى بعض مخيّلات محترفة في تسخير الرّأي العامّ لالتزام مسارات مضلّلة، في هذه الكواليس مأزق عدم فهم طبيعة عمل الدّبلوماسيّة الفاتيكانيّة، على ما يؤكد مصدر مواكب لها لـ”المركزية”، ويقول: “الفاتيكان مع صيغة العيش معاً في لبنان، وهي صيغة حضاريّة في المواطنة المقتبلة للتعدّديّة، ومع دولة الدّستور والقانون والمؤسّسات، ومع تطبيق اتّفاق الطّائف، والقرارات الدّوليّة، وهوية لبنان العربيّة، وإخراج لبنان من صراع المحاور، ومع ترسيخ قيم الحريّة والدّيموقراطيّة والعدالة والتّعدّديّة لصون كرامة الإنسان وبناء سلام المجتمع، وهذه ثوابت في فكر الكنيسة الجامع، وفي اختيار لبنان التّاريخيّ، عدا ذلك كلّ ما يثار غبار”.
وعن ما يثار عن موجب الاستمرار في تفاهمات وثنائيّات وثلاثيّات يجيب المصدر: “يبدو أنّ دعاة هذه التوجهات لم يقرأوا وثيقة الأخوّة الإنسانيّة التي وقّعها البابا فرنسيس مع شيخ الأزهر وحصّنها بلقاء مع السّيد السّيستاني، وممثّلي كلّ الديانات في مدينة أور العراقيّة، وما ورد في الوثيقة يناقض حلف الأقليّات واستدعاء الحمايات، كما يسوّق بعض من انتهج هذا المسار في لبنان، ونفهم بعض من يصرّ على تسويقه زوراً بخلاف الحقائق والوقائع، فهو مأزوم إلى حدّ فقدان العقلانيّة، واعتماد التّضليل”.
ويختم المصدر: “الديبلوماسيّة الفاتيكانيّة ثابتة في مسارها، أمّا تلك التكتيكات السّياسيّة وبعض الإعلاميّة فمتروكة للأيديولوجيّين المنتهي الصّلاحيّة”.