المشهد الإغترابي يعيد رسم الخارطة الإنتخابية
لم تتأخر القوات اللبنانية في تثبيت “بدنا وفينا” بالقول والفعل في اليوم الإنتخابي الأول الذي حولّه القواتيون إلى يوم عرس وفرح تصدّرت فيه المشهد الإنتخابي وقدّمت بعضاً مما ينتظره اللبنانيون في الجزء الثاني من اقتراع المنتشرين والذي سيشمل الدول التي يقترع فيها اللبنانيون يوم الأحد في الثامن من أيار.
هذه المشهدية الأقرب إلى الإحتفالية منها إلى حملة انتخابية أذهلت القواتيين ومناصرينهم كما حازت على اهتمام ومتابعة شريحة كبيرة من اللبنانيين والمتابعين للشأن الإنتخابي من مسؤولين في دول معنية بالإستحقاق النيابي إضافة إلى الإعلاميين الذين استفاضوا في الإضاءة على “الفوضى المنظمة” التي شهدتها مراكز الإقتراع والشوارع المحيطة بها تحت أعين رجال الأمن الذين عاشوا يوم لبنان في تلك الدول وأبدوا تقديرهم للمسؤولين القواتيين على حسن التنظيم على الرغم من مصيرية الإستحقاق.
هذا المشهد من بلاد الإغتراب أعاد رسم الخارطة الإنتخابية في الداخل، وفرض على اللوائح المنافسة للقوات إعادة درس استراتيجيتها وحساباتها بعد أن ظهرت عدم حماسة لدى بعض المرشحين في الإستمرار في خوض الإنتخابات وبعض هؤلاء ينتمون إلى لوائح أساسية أظهرت عجزها في مجاراة القوات اللبنانية في دول الإنتشار لتسقط مزاعمها حول التأييد الكبير الذي تتمتع به في الخارج، أما لناحية الرأي العام، فالمشهد يشير إلى تبدّل في المزاج العام في اتجاه المشاركة ودعم لوائح القوات وفرض أمر واقع جديد في البلاد لن يستطيع أحد تجاهله.