كلما دخلنا مرحلة جديدة، وفي نظرة سريعة إلى الوراء ندرك بأن الخطوات السابقة كانت مدروسة ومنفّذة بدقّة وفقاً لتصوّر واتجاه واضحَين، وهكذا يمكن فهم خطوة عودة السفير السعودي وغيره من سفراء دول الخليج لإعادة التوازن الإقليمي إلى الداخل اللبناني في مواجهة التدخّل الإيراني-السوري المباشر تحضيراً للإنتخابات النيابية…
هذه العودة الخليجية إلى لبنان لا شك بأن العهد سيحاول اعتبارها نجاحاً للجهود الدبلوماسية التي بذلها عبر وزير خارجيته واتصالاته الحثيثة لمعالجة الإشكاليات التي أدّت إلى مغادرة السفراء، بينما الحقيقة هي أن لا شيء تغيّر في أسباب المغادرة وبأن المنظومة الحاكمة استشعرت المفاعيل السلبية عليها للإنفتاح العربي المتجدد واتجاهه ونتائجه وسحبت أرنب إضراب الجسم الدبلوماسي اللبناني بذريعة عدم إقرار التشكيلات الدبلوماسية مما قد ينعكس سلباً على التحضيرات لانتخابات اللبنانيين في دول الإنتشار…
هذه المدرسة العونية في ابتزاز اللبنانيين يجب تدميرها مهما كان الثمن، فرئيس التيار جبران باسيل على خطى المؤسس ميشال عون لا يمكنهما العيش والنمو في بيئة نظيفة ولن يشهد لبنان الإستقرار طالما بقيت هذه الحالة حتى لو زالت هيمنة سلاح الحزب الفارسي بسحر ساحر، الآليات الثقيلة لتدمير هذه المدرسة جاهزة، بانتظار ١٥ أيار، لا تحبّوا جلّاديكم أيها اللبنانيون، تاريخنا عريق لن ينهيه عبد الفساد ولا سيّد السلاح.