المعارضة تنتقل إلى الهجوم
انتقلت المبادرة إلى يد المعارضة في المبارزة بينها وبين الثنائي الشيعي، ممثلاً برئيس المجلس النيابي نبيه بري، بعد تسجيل هدفين للمعارضة في مرمى بري. الأول: المبادرة الرئاسية التي طرحتها المعارضة مع رفض كتلتَي الثنائي لقاء وفد المعارضة، والثاني: طلب عقد جلسة نيابية لبحث الوضع في الجنوب، والذي كان أيضاً موضع رفض لدى داعية الحوار نبيه بري.
على الصعيد الرئاسي، عاد طرح السلة المتكاملة إلى التداول في عملية جسّ نبض مصدرها الثنائي، أي الاتفاق على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والتشكيلة الحكومية. وهذا يؤكد رغبة الثنائي في ضمان هيمنته وإمساكه بالسلطة ليفكّ أسر الرئاسة من خلال الحوار الذي يريده الثنائي. هذا النهج لم يعد مقبولاً، فما يريد الثنائي فرضه فليفعل بالقوة إذا استطاع، لأن انتحار المعارضة ليس وارداً. من ينأى بنفسه عن معركة الرئاسة ظناً منه أنها ليست معركته عليه أن يعيد حساباته، فجهاد بري الأكبر هو في الحكومة.
أما على الصعيد الجنوبي، فلا يجب إغفال التوقيت لرفع غصن الزيتون في غزة والترويج لقرب الاتفاق على الهدنة لناحية التزامن مع زيارة نتنياهو إلى واشنطن، وما يأمل تحقيقه من نتائج تصب في مصلحة إسرائيل، مستفيداً من التطورات في الحملة الرئاسية التي تؤشر إلى عصر ذهبي إسرائيلي في دائرة القرار الأميركية. أسوأ ما تفعله الممانعة هو الرهانات الخاطئة التي برزت في بدايات حرب غزة حول قدرة الداخل الإسرائيلي على احتمال حرب طويلة الأمد، وقد أثبتت الأحداث عقم هذا الرهان. هنا يمكن للثنائي تفادي الكأس المر بالموافقة على طلب المعارضة وعقد جلسة لمناقشة الوضع الجنوبي، وهذا من شأنه وضع السلم للممانعة للنزول عن الشجرة وحفظ ماء الوجه… ونهر الليطاني!