حرصت المعارضة وعلى رأسها القوات اللبنانية على التحذير من النتائج التي ستسفر عنها حرب الدعم والإسناد التي أعلنها الحزب في الثامن من أكتوبر والتي خالفت بالدليل القاطع الأهداف المعلنة لتلك الحرب من حيث إشغال العدو وتخفيف الضغط عن غزة، وبالكلام عن المعلن وعدم التكهن بالمخفي من أهداف الحزب، يتأكد يوماً بعد يوم، وعملية بعد عملية، واغتيال بعد اغتيال بأن المعارضة كانت على حق والممانعة وعلى رأسها الحزب كانت واهمة ومشتبهة ومضلَلة أو مضلِلة وبأن الحزب وبيئته خصوصاً ولبنان عموماً دفعوا أثماناً مجانية باهظة من دون أن يؤدي ذلك إلى حمل أعباء عن غزة إن لم نقل بأنها على العكس زادت الأعباء عليها وحرفت الأنظار عن المآسي التي شهدها أهل غزة بتصوير إسرائيل إعلامياً كطرف معتدى عليه من أكثر من طرف وأكثر من جبهة مما حتّم على أميركا وأوروبا بدعم وإسناد إسرائيل سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً واستخبارياً في صدّ الهجومات عليها من اليمن والعراق وإيران، وعلى الرغم من هذه الوقائع الملموسة والمثبتة يستمر سيد الممانعة في المكابرة وادعاء أن العدو إلى زوال…
أما خطابات نصرالله ومنها خطابه الأخير في تشييع الرجل الأول عسكرياً في الحزب فسرعان ما ينقلب مضمونها عليه بعد انفضاح أن الأفعال لا ترتقي إلى مستوى الأقوال إلا في مفهوم العصابات والمنظمات التي تعتبر النصر يتجلّى في مجرد استهداف الكيان الغاصب ولو من دون نتائج استراتيجية، ولو قُتِل مئات الممانعين فيكفي نجاة ممانع واحد ليبقى خط الممانعة تصاعدياً، وفي أسوأ ممارسات هذا المحور يشكّل احتماء القادة الميدانيين بالمدنيين قمة الدناءة كما في غزة كذلك في لبنان وهذا ما أكّده مؤخراً استهداف محمد الضيف في غزة وفؤاد شكر في حارة حريك لناحية إقامة غرف العمليات والمقرات القيادية في الأبنية والمجمعات السكنية، وهنا يخدع نصرالله جمهوره ونفسه بادعاء أن العدو استهدف المدنيين في الضاحية فيما الحقيقة أن العدو استهدف فؤاد شكر، ولو كان مقر قيادة شكر موجوداً في جرود الهرمل أو في منطقة نائية أو في أحد الأنفاق لكانت نجت الضاحية ونجا المدنيون، ولو كان متواجداً في المتن وكسروان لاستهدفه العدو في مكان تواجده. لا نهدف إلى الدفاع عن إسرائيل ولكن يجب كشف خداع نصرالله ووضع النقاط على أماكن تواجد القادة العسكريين بين الرهائن الأبرياء المدنيين لكشف زيف ادعاءات نصرالله وتبريراته لما حدث منذ الثامن من تشرين الأول وما يمكن أن يحدث في المستقبل الذي لم يعد بعيداً وتنوير السيد في حال لم يكن يعلم…
ملاحظة إضافية: لو كنا نريد ونرغب ونشجّع وننتظر ضرب وتدمير الحزب لما طالبناه بوقف الحرب، بل كان علينا تشجيعه وخداعه ومباركته والتبريك له ولمحوره ولقتلاه وعوائلهم، أو على الأقل كان علينا أن نصمت ولا نقول الحقيقة إذا كانت وطنيتنا وديننا وإنسانيتنا وأخلاقنا لا تسمح لنا بالكذب.