المفتي بخطبة العيد يدعو السنّة للمشاركة بكثافة في الانتخابات

بحضور الرؤساء نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلامة، أمَّ مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان المصلّين في صلاة العيد، في مسجد محمد الأمين بوسط بيروت. وكان لدريان مواقف واضحة حيال الاستحقاق الانتخابي، ودعوة الناخبين اللبنانيين إلى المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية. وهذا يمثّل موقفاً رسمياً واضحاً من قبل المرجعية الدينية بوجوب عدم مقاطعة الإنتخابات.
وموقف دريان يؤشر إلى حركة واضحة تشهدها البيئة السنّية لتحفيز الناس على المشاركة بكثافة، وذلك كي لا يستفيد الحزب من انخفاض نسبة التصويت.

عن طرابلس والتغيير

واعتبر دريان أنّ “ما حدث في طرابلس لا يحدث للمرة الأولى. والدولة من خلال عدم حرصها على الأمن المعيشي ساهمت بقصد أو بغير قصد بما حلّ بالناس من فقدان وآلام”، لافتاً، في صلاة وخطبة عيد الفطر المبارك، إلى أنّ “الجوع لا يُميّز بين الطوائف والمذاهب والمناطق، وتجمعنا المعاناة من الأزمات المتفاقمة، وتوحّدنا الإرادة الوطنية لتغيير ما نحن فيه والخروج من هوّة الانهيار والفشل إلى ما نطمح لنكون عليه دولة رسالة تربطها الصداقة مع الأشقاء العرب”.
وشدد على أنّ “الانتخابات هي الفرصة المتوفرة أمامنا لتحقيق التغيير. ولذلك أحذّر وأنبّه من خطورة الامتناع عن المشاركة في هذا الاستحقاق”، مضيفاً: “لا أحد من الفاشلين يملك الجرأة على الاعتراف بما اقترفت يداه، بل إنهم يصنّفون أنفسهم ملائكة ليعودوا، فحذار من أقوالهم المخادعة والمضلّلة”.

وتابع “يبدأ العمل بانتخاب الصالحين في 15 أيار. واللبنانيون قادرون على إعادة بناء وطنهم وترميم مؤسساتهم المتداعية وذلك انطلاقاً من اختيار أعضاء المجلس النيابي الذي يُشكل مدخل الإصلاح المنشود، واليأس ممنوع لأنه استسلام للفشل والموت”.

الناس ليسوا غنماً

ورأى دريان أننا “لا نفتقر إلى الحكومة الساهرة، وندرك تماماً ما يقوم به رئيسها نجيب ميقاتي من محاولات للنهوض بالبلد، بل نحن نفتقد إلى القيادات العاملة والمتبصّرة التي تسعى لوضع الأمور في نصابها الصحي”، سائلاً: “لماذا يظنّ البعض أن الناس أغنام تخضع للعصا حتى لو كانت جائعة أو خائفة؟”، وتابع “ليكن همّ الناس منصبّاً على التغيير الوطني بدلا من أن يكون الهجرة”. وختم كلمته قائلا: “إصنعوا مستقبلكم بأنفسكم وأنتم مسؤولون عن الصغيرة والكبيرة. وكل الأغنياء لن يخلصوا إذا هلك الفقراء”.

من جانبه تمنى ميقاتي في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لجميع اللبنانيين فطراً سعيداً وأياماً مليئة بالصحة والعافية وراحة البال والبحبوحة، مضيفاً: “كلنا ثقة بأن وطننا سيستعيد عافيته بأسرع وقت، بتضافر جهود الجميع وتعاونهم الايجابي، ولا خيار سوى هذا النهج”.

أما السنيورة فقد اعتبر أن دعوة دريان إلى المشاركة الكثيفة أمر أساسي ومهم لأن فيه مصلحة للبنانيين والمسلمين، وعبّر عن اعتقاده بأن الجميع سيستجيب لهذه الدعوة ويتفاعل إيجاباً معها. ولدى سؤاله عن وجود تنسيق بين وبين الرئيس سعد الحريري، كرر السنيورة موقفه قائلاً: “نعتقد أن الجميع سيلتقي على كلمة واحدة لما فيها المصلحة للبنان واللبنانيين”.

زر الذهاب إلى الأعلى