مفاوضات الدوحة اليوم ليست الفرصة الأخيرة بل نهاية المرحلة الماضية وبداية حقبة جديدة في المنطقة وتعيدنا إلى نظرية تغيير النهج الممانع بالدبلوماسية أو بالحرب…
عزوف وزير الخارجية الأميركي عن جولته في المنطقة لا يبشّر بإمكانية نجاح الجهود التي تبذلها أميركا للتوصل إلى هدنة في غزة تكون منطلقاً لتسويات على صعيد المنطقة تحفظ ماء الوجه للجميع، وعلى رغم ذلك ينبغي انتظار نتائج لقاءات الدوحة التي قد تحمل في كواليسها انطباعاً مغايراً عن المواقف المعلنة نظراً لوجود “ح م ا س” في الأروقة الجانبية مع تولّي قطر ومصر طرح نظرتها في القاعة المغلقة…
الدور القطري والمصري لن يقتصر على مفاوضة الوفد الإسرائيلي الفضفاض الذي أرسله نتنياهو لتأمين امتلاكه الكلمة الأخيرة بعد رضوخه مرغماً لطلب الإدارة الأميركية بالمشاركة في مفاوضات الهدنة التي كما أشرنا سابقاً ستكون بداية لحقبة جديدة، والدور القطري – المصري سيكون في الضغط على “ح م ا س” لتغيير المشهد الحالي، فإما محاصرة النيران وإما تركها للرياح التي ستعصف بها من دون إمكانية السيطرة على مدى ومدة انتشارها…
الضغط الأميركي على إسرائيل والعربي على السنوار الذي بات يمسك بالجناحين السياسي والعسكري، ومنطقياً ينبغي عليه أن يخفف عن شعبه مزيداً من المآسي وتصحيح خطأ “٧ أكتوبر” الذي كان يجب أن يكون عملية اختراق محدودة يكسر الهيبة الإسرائيلية من خلال اشتباك محدود وخطف عدد محدد من الرهائن بحيث لا يعطي ذريعة لنتنياهو لقتل أربعين ألف فلسطيني وتدمير غزة وتهجير أهلها، لو حصل ذلك لما استطاع نتنياهو تنفيذ أكثر من عملية ردّ محدودة ليخضع بعدها للمفاوضات لتحرير الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن الإسرائيليين ولما استطاع نتنياهو حشد أساطيل العالم دعماً له، ولكانت عملية من هذا النوع شكلت ضربة قاضية له…
أما محور الممانعة فلا يتبع هذا النهج، وللحق، وبعدما حدثت الكارثة، أجد صعوبة في موافقة السنوار على شروط الهدنة بعدما دفع الفلسطينيون الثمن الغالي، والمحور الذي لم يسأل عن أربعين ألف قتيل، لن يسأل عن بضعة آلاف أخرى…
اليوم مفاوضات، وغداً إلى أين؟