باسيل والإعلانات الانتخابية: ناس بسمن وناس بزيت
فيما يتوجّه البقاعي إلى مسقط رأسه يُصدم لكثرة صور المرشّحين على الطريق الدولية، التي تربط العاصمة بيروت بالبقاع. لوحات إعلانية تكلّف أموالاً طائلة، فيما الطريق محفّرة إلى حدّ كبير يصعب معه سلوكها من دون إصابة السيارة بأضرار بالغة، والطريق معتمة بسبب غياب الإنارة والطاقة الكهربائية في كلّ لبنان، فضلاً عن غياب كلّ الإشارات المساعدة وسط الضباب الكثيف.
الطريق يتقاسمها فعلياً حزب “القوات اللبنانية”، الذي زرع صور مرشّحيه على جانبي الأوتوستراد، والوزير السابق حسن مراد نجل النائب عبد الرحيم مراد، الذي وزّع الصّور ما بين المباشر وما بين “الأصدقاء” المفترضين.
وإذا كان كلّ منهما تجاوز شكليّاً السقف الانتخابي المقرّر للإعلان والإنفاق المحدّد وفقاً للقانون، مثل معظم المرشّحين والأحزاب، فإن اللافت أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي سلك تلك الطريق نهار الإثنين للقيام بجولة بقاعية، شاهد بأمّ العين تلك “التجاوزات”، لكنه أشاد بمراد في خلال إلقائه كلمته في بلدة “تل ذنوب” في البقاع الغربي، حيث قال: “في أصدقاء ومنافسين وخصوم لهم كلمتهم كمان. وعلى رأس هالأصدقاء، صديق عزيز هو الوزير حسن مراد (ابن المخلص والمحبّ عبد الرحيم مراد). وحسن ترافقنا معه بالوزارة، ولمسنا رغبته بالشغل – هو أساس وعمود هيدي اللائحة، ومنعرف منيح محبته لنا، ورغبته الشخصية والسياسية بنجاح مرشّحنا شربل مارون”.
أمّا مع حزب “القوات” الذي شنّ حملة هوجاء عليه، فإنّه اتّهم مع تياره خصميه في الانتخابات النيابية المقبلة “القوات” و”الكتائب اللبنانية” بـ”تجاوز سقوف الإنفاق الانتخابي”، وتقدّم بدعوى ضدّهما أمام هيئة الإشراف على الانتخابات.
وحوّل باسيل الاتهام إلى دعوى قضائية، من غير أن يحدّد كيفية الحصول على تقديرات بأن خصميه تجاوزا سقف الإنفاق الانتخابي “إلى حدّ بعيد، وبشكل فاضح”، بحسب ما ذكر موقع التيار. وقال إن باسيل “طلب إحالة المخالفين على النيابة العامة المختصّة لانطباق وصف الجرائم المالية والجزائية على مخالفاتهم الثابت ارتكابها”.
ولفت باسيل في الشكوى “إلى تكاثر الإعلانات الخاصّة بحزبي “الكتائب” و”القوات” لدرجة فضح ظاهرها التكلفة الحقيقية، وأكد تجاوزها سقف الإنفاق المسموح به”، مشيراً إلى أنه “لا يُعقل أن يبقى هذا الكمّ من الإعلانات دون سقف الإنفاق بمعزل عن صحة البيانات الحسابية التي يتمّ التقدّم بها، ومع التأكّيد على التفاوت الكبير لمصلحة القوات على الكتائب”.
ولعلّ أفضل وصف لحال الطريق واللوحات الإعلانية جاء على لسان النائب جميل السيد الذي غرّد كاتباً: “انتخابات! لوحات إعلانية بالآلاف تحمل صُور المرشّحين وشعاراتهم، وأُجْرة اللوحة بين 4 و 5 آلاف دولار نقداً، وتسعيرة الحلقة التلفزيونية لمدّة ساعة هي بين 50 ألفاً و200 ألف دولار نقداً!
يعني: الدعايات كلّفت نحو 20 مليون دولار، وهي تكفي لترقيع كلّ طرقات لبنان! شيل الصورة ورقّع جورة،
بتربح أكتر…