باسيل ورقة عون “المحروقة” ما بعد الانتخابات
رأت مصادر وزارية أنه إذا كان من السابق لأوانه التكهن منذ الآن بطبيعة خريطة الطريق للمرحلة المقبلة، وقبل التأني في استقراء توزع الكتل النيابية بين موالاة ومعارضة، فإن هناك من يرشح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتولي رئاسة آخر الحكومات في «العهد القوي»، لعله يستطيع إعادة تعويم الضمانات الدولية التي أُعطيت له، تحديداً من قبل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا لإخراج لبنان من أزماته الاقتصادية والمالية، بعد أن تقرر تجميدها على خلفية تعثر الحكومة في إعداد دفتر الشروط المطلوب دولياً لمساعدتها، وذلك بإقرار الإصلاحات المطلوبة التي باتت أسيرة الاشتباك السياسي داخل الحكومة، أو بينها وبين المجلس النيابي.
وقالت المصادر لـ”الشرق الأوسط” إن “ميقاتي، وإن كان لا يزال الأوفر حظاً لتولي رئاسة الحكومة، فإنه لن يغامر بما تبقى لديه من رصيد ليوافق من دون شروط على توليها من دون أن تتجاوب الكتل النيابية مع شروطه ليخوض مجدداً مغامرة الإنقاذ من دون الالتفات إلى دور رئيس الجمهورية ميشال عون، وما إذا كان سيفرض شروطه لتعويم وريثه السياسي جبران باسيل، رغم أنه يدرك أنه لم تعد لديه أوراق سياسية ضاغطة وهو يستعد لمغادرة القصر الجمهوري، إلا إذا استحضر مجدداً حروب الإلغاء والتحرير التي كانت وراء إبعاده إلى فرنسا أثناء توليه رئاسة الحكومة العسكرية.
لذلك فإن عون قبل إنجاز الاستحقاق النيابي هو غيره اليوم، ولم تعد لديه القدرة للاستقواء بورقة الانتخابات النيابية لقاء إفراجه عنها بعد أن واجه إصراراً من المجتمع الدولي على إنجازها في موعدها، كما أن «الحزب» وإن كان لا يزال في حاجة إلى الغطاء المسيحي لسلاحه، فإنه لن يستخدم ما لديه من فائض للقوة لتعطيل تشكيل الحكومة لأنه سيصطدم بموقف فرنسي متشدد مع انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون لولاية رئاسية ثانية.
وعليه يبقى السؤال: هل يستطيع عون تعطيل الجهود لتشكيل حكومة جديدة؟ وماذا سيقول للبابا فرنسيس في زيارته المقررة للبنان في 12 و13 حزيران المقبل، ومن خلاله للمجتمع الدولي بعد أن أيقن أن لا حظوظ لإيصال صهره إلى رئاسة الجمهورية؟ وكيف سيرد «الحزب» فيما يتردد بأن قوى المعارضة أكانت تقليدية أو تغييرية لن توفر الغطاء لتشكيل حكومة بأي ثمن، وإن كان «الحزب» سيواجه إحراجاً في حال أن الحكومة جاءت على قياسه، وأن ميقاتي ليس في وارد استنساخ حكومة تشبه الحالية، وإنما بوجوه جديدة، حتى لو أطلق عليها حكومة وحدة وطنية هي أقرب إلى حكومة تعطيل وطنية؟ وبالتالي فإن ميقاتي تمكن من تدوير الزوايا لمرة واحدة ولن يكررها حتماً!