سرق قضاء الشوف، الذي يشكّل مع عاليه دائرةً انتخابيّة واحدة، الأضواء في مرحلة تشكيل اللوائح. تعثّرت ولادة لائحة التيّار الوطني الحر وحلفائه لأسابيع بسبب رفض رئيسه النائب جبران باسيل والنائب فريد البستاني ضمّ الوزير السابق ناجي البستاني، المدعوم من النائب طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب، الى اللائحة. وانطلقت ما سمّيت بمعركة “البستانيَّين”، وهي مستمرّة، ولو غير علنيّة.
وواجه باسيل أيضاً طعنةً وُجّهت اليه من النائب ماريو عون الذي تمرّد على قرار رئيس “التيّار” بعدم ترشيحه. وهو أعلن أنّه لن يصوّت لمرشّحي حزبه بل لوهاب. وللتذكير، وصل عون الى ثلاثة مناصب، بفضل “التيّار”، وهي نقابة الأطباء ووزارة الشؤون الاجتماعيّة والنيابة.
في الأمس كان باسيل حاسماً أيضاً، ومن الدامور تحديداً، بلدة عون. قالها بوضوح: مرشّحنا هو الوفي فريد البستاني. ولم يلمّح باسيل بل كان مباشراً حين تحدّث عمّن خضعوا لإغراءات وانسحبوا من تكتل “لبنان القوي”، ولكنّ البستاني لم يرضخ ولم تغرّه عروض ولم ينسحب.
ردّ الجميل سيكون للبستاني الحليف في ١٥ أيّار. وقد أشار باسيل الى أنّ الأصوات ستوزّع بين فريد البستاني وغسان عطالله، والهدف إيصال الإثنين، “اذا عرفنا كيف نشتغل”، كما قال.
وتعتبر معركة الشوف محسومة درزيّاً لصالح مرشّحَي الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط ومروان حمادة. وسيكون فوز جورج عدوان متاحاً، من اللائحة نفسها. وكذلك أحد المرشّحين السنيّين، على الأقل.
في المقابل، تبدو حظوظ فريد البستاني وغسان عطالله مرتفعة، وهي الأوفر من اللائحة في الشوف، لتبقى المعركة على مقعدٍ ماروني وآخر سنّي بين اللائحتين الأساسيّتين ولائحة المجتمع المدني التي تملك إمكانيّةً للفوز في الشوف أكثر من عاليه التي تبدو نتائجها محسومة، إلا إذا حصلت مفاجأة كبيرة.
وعليه، يبدو “النَفَس العوني” لصالح النائب فريد البستاني الذي أشاد باسيل بدوره في رئاسة لجنة الاقتصاد النيابيّة. وهو يُضاف الى القاعدة الخاصّة التي يملكها ابن دير القمر من خلال الخدمات التي قدّمها في معظم بلدات الشوف وإقليم الخروب، وأدائه النيابي التشريعي.
وعليه، يبدو “ميزان” الأصوات “طابشاً” لصالحه على حساب ناجي البستاني الغائب تماماً عن الحملة الانتخابيّة والمتّكل على دعمٍ درزي له ترشيحاً، وهو ما أفقده جزءاً من شرعيّته الشعبيّة المسيحيّة.
عاملٌ آخر يلعب ضدّ ناجي البستاني، ولا يمكن التغاضي عنه، هو تجاوزه الثمانين من العمر وحالته الصحيّة.
لكنّ الرأي الأخير يبقى لأبناء الشوف في ١٥ أيّار.